عائلة دعور العكيّة
تاريخ النشر: 28/09/16 | 8:28أن يشاطرك مستوطنون حائط غرفتك، وحديقة منزلك ، وشرفتك، ومدخل بيتك، بل وحياتك كلها…. هذا حال عائلة دعور العكيّة.
تعيش عائلة دعور في بيتها الكائن في شارع “هسبنيم” في عكا منذ أكثر من نصف قرن. والبيت يقبع في بناية قديمة مات مالكها الأصلي بعد أن أعلن إفلاسه كما يقال، فباعت المحكمة أملاكه لسداد ديونه ومن ضمنها هذا العقار الذي تعيش في أحد شققه عائلة دعور كمستأجر محمي.
وقد اعترفت المحكمة بأحقية عائلة دعور في السكن هناك، فلديها عقد يثبت ذلك، ولطالما سددت العائلة أقساط إيجار منزلها هناك بشكل شهري.
المالك الجديد ماذا فعل؟ وهو يهودي شرقي من القدس متشدد للغاية..
بداية توقف عن جباية الإيجار من عائلة دعور وأهمل كافة دعوات العائلة له لأخذ مستحقاته من الإيجار كمالك جديد للعقار. ثم بدأت الأزمة الكبرى عندما استقدم عشرات المستوطنين اليهود – غالبيتهم من الشباب – للسكن بجوار عائلة دعور. والذين قاموا بدورهم الخبيث، تارة باستفزاز أبناء الخالة أم طارق دعور – خاصة الأخ طارق (الابن الأكبر للعائلة) المعروف بدماثة أخلاقة والتزامه بين الناس ولا نزكيه على الله – وتارة بافتعال ضجة كبيرة حيث أصبحوا يحيطون بمنزل عائلة دعور من جهات ثلاث، والتي في إحداها يقبع كنيسهم حديث الإنشاء.
كل هذا ليصبّ في صالح الهدف الأخير للمستثمر اليهودي، وهو إخراج عائلة دعور من بيتهم الذي عاشوا فيه عقودا طويلة سعداء لا يعكر صفو حياتهم شيء.
الأخطر من هذا كله أن جميع مؤسسات الدولة، كالبلدية والشرطة في المدينة، يبدو بشكل واضح أنها متواطئة مع المستثمر والمستوطنين الذين استقدمهم، فنرى الشرطة تهرع سريعا الى المكان بمجرد أن يتصل بهم أحد أفراد المستوطنين اليهود ليفتري على أفراد عائلة دعور محاولا إلصاق التهم المختلفة بهم، في المقابل لا تُحرك ساكنا تجاه الشكاوى العديدة لأفراد العائلة العربية التي تعاني من الاستفزازات المستمرة من قبلهم. فهم لا يَفْتُرون عن إحداث الضجة المفتعلة كل يوم في ساعات متأخرة من الليل، والتي يتخللها نداؤهم المستمر بالموت للعرب، والنفخ في البوق وغيرها من أنواع الإزعاج والمضايقات، مع أن القانون “الإسرائيلي” يمنع هذا الممارسات، في هذه الحالة نظريا فقط!
وما يؤكد ذلك أيضا التهديدات المتكررة للأخ طارق دعور من قبل المخابرات والشرطة، فهم يحاولون تلفيق قضية له مفادها تهديد جيرانه اليهود بالقتل، والقضية تدور في أروقة المحاكم باحثة عن إدانة قريبة لا سمح الله، وقد أجّل الحاكم مؤخرا البت فيها لبداية العام القادم.. إذا هي محاولات حثيثة لإلصاق تهمة أمنية من الدرجة الأولى بطارق الذي يعيل زوجته وأبناءه الثلاثة.
لا بدّ هنا من الإشارة إلى أنّ دور القيادات العربية المحلية كان مخزيا كالعادة، فقد كانت تحركاتهم فقط تحت عباءة البلدية والشرطة لمحاولة احتواء تعرض المستوطنين لأي ضرر، داعين لأجل ذلك أبناء عائلة دعور لعقد صلح مع جيرانهم من المستوطنين، متعامين بذلك عن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، أن المستوطنين ما جيء بهم إلا لإرغام عائلة دعور على الرحيل من بيتهم.
أما القيادات القطرية فكأنّ على رؤوسهم الطير، لم ترى عائلة دعور المهددة بالتهجير وجوههم إلا على ملصقات الدعاية الإنتخابية الأخيرة.
لقد بات لا يختلف إثنان أنه لا خلاص من هذه الأزمة وغيرها من الأزمات المشابهة على أرض #فلسطين، الداخل والضفة وغزة، إلا بتحريرها كاملة من قبضة الاحتلال الغاشم، وإنّ هذا لن يكون في ظل هذه الأنظمة العميلة والمهترئة في العالم العربي والإسلامي، والتي لا تحرك جيوش الأمة إلا لخدمة أسيادها في الغرب والشرق، إنما سيكون فقط إن شاء الله تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في ظل وحدة سياسية إسلامية يعود فيها السلطان للأمة الإسلامية والسيادة للشرع الحنيف، دولة #الخلافة الحقيقية، راشدة على منهاج النبوة، كما وعدنا الله سبحانه وبشرنا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، يعيش الناس من مختلف الأعراق والأديان فيها في ظل عدل وأمان لا يوفره واقع دول اليوم.
وحتى يتنزل نصر الله قريبا، والذي يتوجب علينا العمل لاستحقاقه، لا يصحّ أن نجلس مكتوفي الأيدي منهمكين في المقابل بطلب متاع دنيا زائلة، بل يجب أن نعمل على نصرة قضايانا بجميع الوسائل المشروعة المتاحة، وأن لا نوفر جهدا في الأخذ بما يُثبّت وجودنا على هذه الأرض المباركة إن شاء الله.
سهيل محمد الخاروف – عكا