حوار الفصول
تاريخ النشر: 30/09/16 | 0:33مُتَّهمٌ هَذا الخريف بالأَسَى،
بين الفُصُول الاربَعَة.
وزيُّهُ زِيُّ فقيرٍ لَطَّخَتهُ الزوبَعَة.
لو سافَرَ بِبُؤسِهِ لِلْجَنَّةِ،
ما سَافرَ أَحَدٌ مَعَه.
حَتَّى العصافيرُ تَراهُ خَصْمَها،
لِنَسْفِه أَعشاشَها،
دونَ نصِيرٍ يَردَعَه.
فَهوَ العَنيفُ والمُشَاغب،
قالَهَا الصَّيفُ :
ولا يُجدِ التَّحَدِّي إنّما،
تُجْدِي المداراة مَعَه.
مُقفِرَةٌ أَنفاسُهُ حَارِقةَ وَموجِعَة.
أَمّا الشتاءُ فرَمَاهُ،
تُهمَةَ القَذارَةِ والفَتكِ بالنَّضَارَةِ،
وقصفِهِ الأزهارْ،
يَغتاظُ لِلَهْوِهِ الرّهيب بالغبار،
واقتِتَالِهِ بالغُصُون الفارعَة.
فصْلُ الرَّبيعِ سَاخراً،
مَدَّ بِسَاطَ عُشبِهِ،
مُزركَشاً بِزَهرِهِ واضطَجَعَ يُحَدِّثُ:
” لا ذنب للمظلوم في هذي التُّهَم “.
إنَّ الكَمالَ لِلإلَهِ وحْدَهُ،
لكُلِّ فصلٍ مَدَدٌ من جاره،
من دونِهِ يبقى عدم.
إِنّنا أربعَةُ أعمِدةٍ لِخَيْمةِ تَحمِي الحَيَاة،
واختلالِ واحدٍ مِنَّا يُقوِّضُهَا،
ويَقلِبُهَا مَمَاتاً قبلَ يومِ القَارِعَة.
أحمد طه