سنن يغفل عنها البعض (1)
تاريخ النشر: 14/12/13 | 1:11كان صلى الله عليه وسلم يبدأ صلاته بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة فيما يعرف بدعاء الاستفتاح، وهو سنة وليس بفرض، ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة، فقلت: "بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد" – متفق عليه.
وعن علي وأبي سعيد وعائشة – رضي الله عنهم – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" – رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه.
وكذلك أيضاً من أدعية الاستفتاح الواردة عنه – صلى الله عليه وسلم -: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمي"- رواه مسلم.
وكان نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – يقول عند ركوعه وعند رفعه من الركوع وعند سجوده :
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" – متفق عليه.
وعنها أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يقول في ركوعه وسجوده: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" – رواه مسلم.
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" – رواه مسلم.
ومن حديث محمد بن مسلمة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا قام يصلي تطوعاً يقول إذا ركع: "اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت، أنت ربي، خشع سمعي وبصري ولحمي ودمي ومخي وعصبي لله رب العالمين" – رواه النسائي.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء" – رواه مسلم.
وعنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يقول في سجوده: "اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره" – رواه مسلم.
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ذات ليلة، فتحسست، فإذا هو راكع – أو ساجد – يقول: "سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت"، وفي رواية: فوقعت يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" – رواه مسلم.
يقول الشيخ بن العثيمين أنه لا يجوز للإنسان وهو ساجد أن يرفع يديه أو إحدى يديه أو إحدى رجليه؛ لأن الواجب السجود على الأعضاء السبعة: الجبهة مع الأنف، والكفين، والركبتين، وأصابع القدمين.
وجاء في مسند الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا قال سمع الله لمن حمده، قال: "اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" – وقريب منه في صحيح مسلم.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال" – رواه مسلم.
وكان دعاؤه – صلى الله عليه وسلم – بين السجدتين:
روى النسائي وابن ماجه عن حذيفة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي، رب اغفر لي"، وروى أبو داود عن ابن عباس أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقول بين السجدتين: "اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني" – ورواه أيضا الترمذي وفيه: (واجبرني) بدل: (وعافني).
أما عن دعائه – عليه أفضل الصلاة والسلام – قبل التسليم من الصلاة، فكان: عن علي – رضي الله عنه – قال: "كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر مايقول بين التشهد والتسليم: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت" – رواه مسلم.
والآن وبعد أن حاولنا أن نردد سوياً أدعية المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في صلاته، حاول أن تكتب هذه الأدعية في ورقة صغيرة، وأبدأ من اليوم بحفظ دعاء من الأدعية وردده في صلاتك بقلبك قبل لسانك، واحرص جاهداً للحفاظ عليهم في صلواتك الخمس، فلا تعرف أياً منهما سيكون سبباً في مغفرة الله لك، والله عنده الأجر والثواب..
(اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)…
بارك الله بيكم