محكمة الإحتلال بالقدس تجرّم “حب الأقصى وزيارته”
تاريخ النشر: 29/09/16 | 15:06أصدرت المحكمة المركزية للاحتلال في مدينة القدس، اليوم الخميس، قرارها في ملف المعتقلين: خليل عباسي، ونجيب قواسمي وهما من سلوان، ومحمد جبارين من مدينة أم الفحم، واعتقلوا قبل نحو 5 أشهر ووجهت لهم تهمة “النشاط والعضوية في منظمة محظورة وهي منظمة المرابطين والمرابطات”.
وقضت المحكمة بالسجن الفعلي على المعتقلين 14 شهرا وغرامة 15 ألف شيقل لكل منهم، بحيث يتبقى من محكومية كل معتقل نحو 9 أشهر، بعد احتساب المدة التي قضوها في الاعتقال. وترافع عن المعتقلين في جلسة اليوم المحامي حسان طباجة، من مؤسسة “قدسنا لحقوق الإنسان”، وحضر المحكمة عدد من أهالي المعتقلين. وأكد المحامي خالد زبارقة، مدير مؤسسة “قدسنا لحقوق الانسان”، لـ “كيوبرس”، أن الملف من بدايته كان تعسفيا وتواطأت فيه كل أجهزة أمن الاحتلال من مخابرات “الشاباك” والشرطة والمحاكم حتى مكتب رئيس الحكومة والوزارات المختلفة، من أجل تجريم الرباط في المسجد الأقصى المبارك.
مضيفا أنه تم في ذلك الحين( شهر مارس من عام 2016) اعتقال عدد كبير من الشباب والأخوات والتحقيق معهم في قبل للمخابرات الإسرائيلية في بيتح تكفا والقدس وتهديدهم بشكل مباشر، بهدف تفريغ المسجد الأقصى المبارك من رواده والمرابطين فيه.
وعقّب على قرار المحكمة: “اليوم يتم الحكم على الشباب بأحكام تعسفية، لا لشيء إلا لأنهم يتواصلون مع المسجد الأقصى المبارك، وقد برز في هذا الملف التسيس الممنهج للقانون وأدوات تنفيذ القانون، حيث يبقى لهؤلاء الشباب الحق الطبيعي والقانوني في ممارسة شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى بعيدا عن عرقلة الاحتلال وبطشه بالمصلين”.
من جانبه قال المحامي رمزي كتيلات، من طاقم الدفاع عن المعتقلين، معقبا لـ “كيوبرس” على قرار المحكمة: “لقد أصدرت المحكمة اليوم حكما جائرا بحق المعتقلين، حتى بعد أن أوضحنا خلال مداولات الملف ان الاحتلال والنيابة ومؤسساتها لا يحق لهم ان يجرموا مصطلحات او أمور هي في صلب العقيدة الاسلامية، وهذا كان موقفنا المبدئي طوال جلسات المحاكمة”.
وأشار إلى أن صلابة المعتقلين وموقف الدفاع في مواجهة لائحة الاتهام، أدى إلى إذعان النيابة العامة والتي كانت تطالب بعقوبة وأحكام أقسى.
وأكد، أن إقدام الاحتلال ولأول مرة على فرض عقوبات قاسية بحق زوار الأقصى، يهدف إلى تجريم التواجد والتردد على المسجد سعيا إلى إفراغه من المصلين.
ورفع المحامي كتيلات تحية المعتقلين إلى أبناء شعبنا، منوها إلى صلابتهم وصمودهم رغم أعمارهم المتقدمة في السن، وحرصهم على بعث رسالة إلى “أحباب الأقصى أنهم بخير ومعنوياتهم عالية جدا، وسيواصلون بعد انقضاء محكومياتهم نصرة الأقصى وشد الرحال إليه”.
هذا وأكد أهالي المعتقلين بعد صدور احكام السجن الفعلي، أن القرار الظالم يزيدهم إصرارا على التواجد والتردد على المسجد الأقصى المبارك، ولن يفلح الاحتلال وقضاؤه في منعهم من نصرة الاقصى والذود عنه، كما رفعوا تحيات أقاربهم المعتقلين بتهمة “حب الاقصى والرباط فيه” ونقلوا عنهم عزمهم وإصرارهم على زيارة الاقصى بعد انقضاء محكومياتهم لأن الاقصى عقيدة وتجريم التواجد فيه قرار ظالم وباطل.
وقالت سوسن نجيب، ابنة المعتقل نجيب الجدع، من بلدة سلوان، إن هذا الحكم إلى زوال كما الاحتلال.
وأكدت لـ “كيوبرس” أن قرار محكمة الاحتلال، يزيدها وعائلتها صبرا ويقينا أن النصر لأهل الاقصى وانه لا يضعف عزيمتهم كذلك لا يضعف والدها المسن مضيفة: “افتقدناه في الفترة الماضية وكان يملأ حياتنا وله جو خاص في الاسرة، ولكننا بحمد الله صابرين، ونسأل الله أن يجمعنا به قريبا”.
فراس، نجل المعتقل خليل عباسي، من سلوان، ندّد بقرار المحكمة واعتبره ظالما وجائرا، وقال لـ “كيوبرس”: “قرار يتحدث عن نفسه بنفسه في ظلمه وتجريم حقنا في التردد على الاقصى والصلاة فيه”.
وأضاف: “أكد المعتقلون أبي واخوانه بعد صدور الحكم انهم لن يتوقفوا أبدا عن التردد على الأقصى، ونحن جميعا نقول إننا سنبقى ننصر الأقصى ونشد الرحال إليه ونقف في وجه الاحتلال وظلمه، فهذا حقنا الذي كفلته الشرائع والاعراف والقوانين الدولية، ولن يرهبنا الاحتلال وستفشل مخططاته بعزل القدس واهلها وعموم شعبنا عن مسرى نبيهم، فهو ليس مبنى مكون من حجارة وصخور، بل هو عقيدة ومكان مقدس لنا حق التواجد فيه”.
وقالت السيدة أم خالد، زوجة المعتقل محمد جبارين في حديث معها: “رغم صعوبة هذا الحكم الظالم ولكنه أهون مما كنا نتوقع، ويمكن أن نقول لقد انتصرنا اليوم بفضل الله وصمود زوجي واخوانه المعتقلين”.
محمد اغبارية، عديل المعتقل محمد جبارين، أعرب عن استنكاره لقرار الحكم وقال لـ”كيوبرس”: “إنه حكم ظالم ولن يمنعونا من زيارة الأقصى، نسأل الله أن
يصبر زوج وعائلة “أبو خالد” وباقي المعتقلين، ولكننا نؤكد أيضا أن السجن لا يخيف أمثال أبو خالد واخوانه، فهم ونحن وكل محب للأقصى نقوم بواجبنا الديني وتنفيذ وصيته صلى الله عليه وسلم في شد الرحال إلى الاقصى المبارك”.