كتابان جديدان للبروفيسور لطفي منصور
تاريخ النشر: 30/09/16 | 8:30فاروق مواسي
أصدر الصديق البروفيسور لطفي منصور مجلدين ضخمين من نوادر مخطوطات التراث العربي- هما دراسة وتحقيق لما ألفه الشاعر الأديب ابن الطويل الطالوي (ت. 1705 م) – الأول: (سرور الصبا والشمول ومرور الصبا والمشمول)، والثاني: (مختارات ابن الطويل الدمشقي الشعرية).
ليس وكدي هنا أن أستعرض الكتابين، ولكني سأقف على نهاية مقدمة المجلد الثاني، حيث سأعرض لكم ما أعجبني، بل أثار عاطفتي، لما فيه من صدق، وموقف، ولمسة إنسانية راقية.
يكتب لنا الدارس المحقق أبو رياض:
“لا بد من التنويه بخاطر كان ينتابني ويؤرقني ولا يفارقني، أحببت أن أورده هنا.
فقد داهمتني في أثناء عملي في تحقيق هذه المختارات، وكنت أوشك على الفراغ منها، مصيبة عظيمة برحيل أحد أبنائي إلى جوار ربه- الأمر الذي نزل علي نزول الصاعقة. ومع علمي وإيماني أن الموت حق، وأن الله سبحانه يفعل ما يريد بخلقه، فهو الذي يهب الحياة ويقدّر الممات، إلا أن نفسي عزفت عن عمل أي شيء له علاقة بالبحث أو الكتابة، وضاقت علي الدنيا بما رحبت، مدة دامت أشهرًا، تركت فيها النظر والمراجعة، وعبثًا حاولت إكمال ما أنا فيه، فلم تطاوعني.
فجأة يسّر الله لي السكينة والهدوء النفسي ترفدني قرينتي أم أولادي، وهي ثاكل مثلي، فبصبرها واحتسابها وإيمانها العميق أخذت تحثني وتحفزني على إكمال العمل في هذه المختارات، وقالت لي: “احتسبه عند الله! وعليك أن تعلو فوق الجراح التي قرّحت عيوننا، واعتصرت قلوبنا، وفتتت أكبادنا، فأنا أعرض عليك أن تستعين بالله وتهدي عملك المضني هذا إلى روح ولدنا رائد، فعسى أن يتقبله الله منك بالأجر والثواب والرحمة، فكان مطلبها هذا برءًا وشفاء لنفسي ولعقلي، فيسّر الله لي العزيمة والتصميم والجِدّ لإنهاء التحقيق، فجزاها الله عني كل خير وإحسان، والحمد لله رب العالمين.”
الإهداء: أهدي هذا السِّفر إلى روح ولدي رائد الذي وافته المنية وهو في شرخ شبابه وقمة عطائه…..
الصور:
غلاف الكتاب الثاني.
إهداء كل مجلد لي.