بيان الحركة الإسلامية في ذكرى هبة القدس والأقصى
تاريخ النشر: 02/10/16 | 7:58في الذكرى السادسة عشر لهبة القدس والأقصى والانتفاضة الفلسطينية الثانية، يقف شعبنا الفلسطيني وقفة وفاء وإكبار لشهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم أرض الوطن، فانغرزت جذور شجرة الانتماء عميقا في تراب فلسطين، وشمخت فروعها وأغصانها في السماء شاخصة، فأثمرت حبًا ووفاءً وتمسكا بحقنا في وطننا وعلى أرضنا.
لقد أعادت هبة القدس والأقصى البوصلة الوطنية إلى اتجاهها الصحيح، بعد مرحلةٍ ظن الناس أن خيار التسوية السياسية سيرد الحقوق إلى أصحابها عبر إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى وطنهم وبيوتهم وإنهاء الاحتلال وتغيير سياسات التمييز والعنصرية، فإذا بحكومات إسرائيل لا تهدف إلا إلى تجاوز الشرعية الدولية وقراراتها بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة وعودة اللاجئين، فتُمعن في العدوان على الفلسطينيين وتقمع حريتهم وتنتهك كرامتهم الإنسانية وتتوسع في الاستيطان الاستعماري في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتمادى في مشروع تهويد القدس الشريف والاعتداء على المسجد الأقصى المبارك لتقسيمه زمانيا ومكانيا عبر مخططات وانتهاكات يومية متزايدة، فكانت الشرارة الأولى للانتفاضة والهبة من ساحات المسجد الاقصى المبارك.
أمام تعنت حكومات إسرائيل وإصرارها على عدم الالتزام باستحقاق عملية المفاوضات والاتفاقات التي وقعت، خرج شعبنا الفلسطيني منتفضا ومقاوما للاحتلال، واستعد أن يقدم آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، فأثمرت مقاومة الشعب الفلسطيني فألجأت حكومة أريئيل شارون إلى الانسحاب من قطاع غزة وهدم المستوطنات في غزة وبعض المستعمرات الصهيونية في الضفة، كما رسخت الانتفاضة الثانية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
لقد دفع أهلنا في الداخل الفلسطيني ثمن الموقف الوطني والإسلامي الشريف، فعلا ثلاثة عشر شهيدا إلى السماء تضحية وثمنا للانتماء الوطني الصادق، وفداءً للمسجد الأقصى المبارك، فهنيئا لشعبنا شهداءه وهنيئا لذويهم الذين لبسوا تاج الكرامة والفخار، سائلين الله أن يجمعهم بهم في جنات الخلد والنعيم.
ما زالت السياسات الإسرائيلية العنصرية الممنهجة تجاه شعبنا في الداخل الفلسطيني مستمرة وآخذة بالتصعيد، وخاصة ما يشهده النقب من مخطط لابتلاع ما تبقى من أراض عربية وتهجير واقتلاع القرى غير المعترف بها، والإمعان في سياسة هدم البيوت، وتشديد الخناق بكافة قضايا الأرض والمسكن، والملاحقات السياسية للقيادات والأحزاب والحركات الوطنية والإسلامية مركبات لجنة المتابعة، وما سبق ولحق من عشرات الشهداء بعد العام 2000 حيث كان آخرهم في رهط وكفر كنا.
كل ذلك يدفعنا إلى المزيد من الوحدة والسلوك الجماعي المنظم، لصد هذه العنصرية والفاشية، وبناء مستقبلنا الضامن للحرية والعيش الكريم على أرضنا وفي وطننا.
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾
رحم الله شهداءنا ونصر الله شعبنا وأعز أمتنا.
الحركة الاسلامية
السبت ١/١٠/٢٠١٦ وفق ٢٨ من ذي الحجة ١٤٣٧ هجري