ذاك الشّبح ما زال يتوق لحضنها الدافئ
تاريخ النشر: 02/10/16 | 10:34كان ذاك الشبح ينتظرُ حُلولَ الليل لا لشيء، فقطْ لكيْ يأتي إلى تلك المرأة التي عشقها قبل أن يأخذه الموت فجأة، فهو عادة يزورها حينما تنام المدينة، فذاك الشبح يحبُّ لمسَ شعرَها، يحب النوم في حضنها الدافئ، يبكي عليها لأنها تعيش في كوخها في وحدة قاتلة.
فتلك فالمرأةُ كانت تشعر بأنفاسه الدافئة، لكنها لا تراه فذاك الشبح عادة كان يدخل من نافذة غرفتها خلسة، لكنها كانت تعلم بأن ذاك الشبح هو حبيبها ورغم أنه كان يحضنها إلا أنها كانت تدري من صوته بأن ذاك الشبح هو حبيبها، فهي لمْ تخف منه حين أتى في أول مرّة وبدأ في الهمس لها عنْ حُبٍّ قديم.. فذاك الشبح لا يهدأُ إلّا حينما يكلُّمها عَنْ روعةِ عشقهما قبل سنواتٍ مضتْ، لكنها تبدأ في البكاء حتى يظل معها لوقت أطول، لأنها تحب جنون همسه المختلف.
في ذاك الكوخ تظل تلك المرأة تنتظر حلول الليل، لكي تسمع صوت حبيبها، الذي كان يأتي من سمائه في كل ليلة، فهو قاتل ضجرها، فكانت تحضن الهواء فتشعر بدفء مختلف، فيظل نائما في حضنٍ لطالما كان عاشقا له، ففي ذاك الحضنِ كان يشعر بدفءِ الحُبِّ، فتوقه لها ظلّ يرغمه على السفر بعيدا، لكي يشعر بدفءٍ لطالما شعر به في الماضي
عطا الله شاهين