النقب الاكثر تضررا من الاحوال الجوية

تاريخ النشر: 15/12/13 | 5:12

تعيش القرى العربية في النقب وتحديدا القرى مسلوبة الاعتراف كارثة انسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى حيث كشفت موجة البرد والاحوال الجوية العاصفة والماطرة حجم الاجحاف وتقصير الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بحق سكان القرى غير المعترف بها في النقب.

كارثة انسانية

وخلال تجوالنا برفقة وفد من الحركة الاسلامية في النقب ادركنا حقيقة حجم المعاناة وعظم الماساة وتفاقم الحالة الانسانية لدى عشرات القرى والتجمعات غير المعترف بها في النقب مشاهد توقظ كل صاحب ضمير انساني حي الاف من السكان يعيشون في قرى منكوبة بيوت من الزينكو تطايرت وتركت خلفها الاطفال في العراء يفترشون الارض ويلتحفون السماء، يتجرعون مرارة الصقيع والبرد القارس في ظل انعدام الكهرباء والماء والمرافق الصحية اطفال ولدوا وترعرعوا في بيئة لا تعرف الا المأساة والمعاناة تكالبت عليهم المحن من كل حدب وصوب ففي الوقت الذي لم تهدا جرافات الهدم الاسرائيلية عن مواصلة جرائم هدم البيوت تأتي العاصفة لتكشف وجها اخرا للمعاناة مشاهد تنسي الزائر للحظات اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين تأخذك بعيدا لتكتمل لديك صورة من الظلم والاجحاف بحق بني البشر ولعل السؤال يتبادر لكل ذي عقل سوي لماذا تترك العشرات من القرى والمضارب والتجمعات فريسة سهلة للكوارث الطبيعية فلا امن ولا امان ولا حرص ولا اهتمام ولا شفقة ولا رحمة، يترك هؤلاء ليتجرعوا وحدهم المصاب والالم ومرارة العيش وسوء الاحوال الجوية.

انقطاع عن العالم الخارجي

ليس هناك ابلغ من وصف حال القرى غير المعترف بها في النقب كونها منقطعة بالتمام عن العالم الخارجي وسببت الاحوال الجوية الى شل حركة السكان بالتمام وبقي عشرات الاف منهم في بيوتهم عاجزين عن الخروج منها بسبب فيضانات الاوديه وصعوبة الطرق وانتشار الوحل الناتج عن غزارة الامطار التي هطلت ولم يتمكن بطبيعة الحال العمال من الخروج الى اماكن عملهم كما يضطر المرضى والحالات الطارئة تحمل الاوجاع الى حين تهدئ العاصفة وتخف جريان الاودية!

فقر متقع

هي عوامل عدة ساهمت في الوصول بعشرات القرى غير المعترف بها في النقب الى هذه الحال التي لا يحسدون عليها فقر وبطالة وانعدام فرص العمل وجهل ناتج عن حرمان القرى من الاطر التربوية ناهيكم عن الحديث حول البرامج الامنهجية الى جانب الوضع الصحي السي لدى غالبية هذه القرى كونها تفتقر الى العيادات والمرافق الصحية وبالتالي شكلت هذه العوامل وغيرها مجتمعة الى كارثة انسانية تنكشف عند حدوث كوارث طبيعية كسوء الاحوال الجوية بل تعمق هذه الاجواء حالة الماساة في تلك القرى والتجمعات وان كان الحديث في الاعلام العبري يقوم ولا يقعد لمجرد انقطاع التيار الكهربائي عن البلدات اليهودية لعدة ايام فان كافة القرى العربية غير المعترف بها في النقب محرمة من التيار الكهربائي منذ عقود من الزمان وان كان الحديث يدور عن انقطاع المياه عن بعض التجمعات اليهودية بسبب العاصفة فان اهالي القرى غير المعترف بها في النقب ممنوعون بشكل ممنهج ورسمي من المياه منذ عشرات السنين من ظلم الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة.

وللقارئ الكريم ان يتخيل حال الاطفال في القرى غير المعترف بها وسط برودة الطقس وغزارة الامطار وهم يعانون الامرين من البرد القارس وبيوتهم متصدعة تنهمر فيها المياه في ظل انعدام سبل التدفئة!

اسطورة تاريخية

الى جانب مرارة المعاناة التي يجدها الاهل في النقب هناك وجه اخر يدل على روعة الصمود واسطورة الثبات وروح البقاء والاصرار على خيار الثبات والبناء يتحدون بصدورهم العارية جرائم هدم البيوت وسياسة ابادة المحاصيل الزراعية وظلم مصادرة الاراضي والاجحاف الناتج عن عدم الاعتراف بقرى الصمود والثبات في النقب، سطر اهل النقب بصمودهم ورباطهم وثباتهم اسطورة تاريخية سيكتبها التاريخ الانساني بحروف من نور وسيكون لهذا الثبات التاريخي اثر طيب على مستقبل الاجيال القادمة.

الحركة الاسلامية وحملة اغاثة النقب

امام هذه المعاناة كان لا بد ان ينهض اصحاب القلوب الرحيمة والايادي المتوضئة والنفوس الزكية للوقوف الى جانب المكنوبين وتفريج كربات المكروبين فكان الرد سريعا بسرعة برق العاصفة وجاء اعلان الحركة الاسلامية وتبنيها لحملة اغاثة طارئة ومستعجلة للنقب.

وعن ذلك يقول الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني: في ظل ما يعانيه اهلنا في النقب جراء العاصفة الثلجية قررنا ان نشرع بحملة اغاثة واسعة النطاق بحجمها ونوعيتها تشمل على جمع الاموال والاغطية وسبل التدفئة واعادة بناء البيوت التي تضررت بسبب الاحوال الجوية وستشرف على هذه الحملة "مؤسسة النقب للأرض والانسان".

واوضح الشيخ: اؤكد ان اغاثة اهلنا في النقب هي اغاثة لأنفسنا لان دعم صمودهم يعني الحفاظ على وجودنا في النقب ويعني في نفس الوقت اتاحة المجال للأجيال القادمه ان يكون لها احتياط اراضي حاضرا ومستقبلا، نحن بحمد لله بعد ان تعاونا على اسقاط مخطط برافر مطالبون الان ان نتعاون معهم لتثبيت القرى غير المعترف بها والتي تعاني في هذه اللحظات جراء العاصفة والاحوال الجوية.

واكد الشيخ ان الحركة الاسلامية قادرة باذن الله على دعم صمود الاهل في النقب وتوفير ما يحتاجون اليه من ضروريات الحياة.

ووجه الشيخ رائد كلمة لاهل النقب في ظل الظروف التي يعيشونها الان قائلا:نحن نقدم الف تحية على صمودهم ونرى فيهم عنوان الثبات المطلوب في ارض النقب وابناءهم هم فرسان النقب الذين يقومون بدور الحارس الامين فيها.

من جهته وصف الشيخ اسامه العقبي مسؤول الحركة الاسلامية في النقب الاوضاع التي يعيشها اهل النقب تحت تاثير العاصفة الجوية بالكارثة في ظل حرمان القرى مسلوبة الاعتراف من ابسط مستلزمات الحياة الاساسية.

وقال الشيخ اسامه: سيسجل التاريخ بوصمة عار تعمد المؤسسة الاسرائيلية حرمان اهلنا من العيش بأمان على ارضهم وسيكتب التاريخ بحروف من ذهب اسطورة صمود اهلنا رغم المعاناة ونحن نحمد الله تعالى ان سخرنا لخدمة اهلنا من خلال دعم صمود وتنفيذ مشاريع على الارض تصب في اتجاه تخفيف معاناتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة