قصص قصير جدا
تاريخ النشر: 05/10/16 | 11:27ضجرتُ حديثَه عنْ الحُروب، منذ تعرّفي عليه قبل أكثر مِنْ عقديْن، وهو لا يوقفُ عبابَ الكلام عنْ الحروب، حتى صرتُ أحسُّ بأن حياتي باتتْ رمساً سأمضي إليه بعد فترة قليلة من الزّمن، أيتها الحروب أما يجدر بكِ الآن أنْ تنتهي؟
المرأةُ البدينة التي تأكل الشّطيرة بنهم ويتناثر من حول فمها الأكل، تجعلني أتألم على مساكين وطننا، الذين يموتون من السغب كل يوم، ولأنها لا تكف عن أكل شطيرة الكباب بذاك النّهم فقد بدّلت مطرحي بإدارة محيّاي نحو البحيرة.. لكن البحيرة أرجعت إليّ المرأة البدينة النّهمة عبر انعكاسها في المياه الصافية، فأرغمتُ على الرحيل من شاطئ البحيرة.
وجدتُ الغبار على تلك الدُّروب التي رجعتُ إليها، مقفرة تلك الطرق التي سرتها بعد مولدي، متآكلة الأطراف واجهات المنازل التي عرفتها، الأزقة ليست هي الأزقة، والمواطنون ليسوا هم المواطنون، وعشيقتي جحدتني واستهزأت من باقة الزهور التي أتيت بها لأهديها إليها، أما سقيفتي فقد استوطنتها مجموعة من الضباع وعبثت بمحتوياتها. ياه كلُ ذلك يحدث في المنام وأنا لم أزل أتنفس في صحراء الغربة ..
عطا الله شاهين