غدا أنتظرك يا ناتاشا مع الحزن
تاريخ النشر: 03/10/16 | 12:37استلقيتُ على فراشي في غرفتي المملة بمحتوياتها السمجة استمع كعادتي الأخبار من مذياعي المحطم، أحزن لسماعي أخبار عن القصف وموت الأطفال في حرب مجنونة، كثيرة هي الأسئلة التي كانت تعصف في بالي في تلك اللحظات، فمِنْ الجنون أن أبقى وحيدا على قارعة الأسئلة، كنت أتمنى لو كانت ناتاشا الآن بجانبي لأُحدثها عن حزْني ولو للحظات..
صوت ذكورتي كان يصيح بنبرة جاوزت فراشي المهترئ لأول مرة، حتى أن ألحفتي الكثيرة لم تعد تشغل مكانا في جسد الخواء.
حين تشاهد ألحفة كثيرة تغفو على تختِ رجل مهموم وحزين إفهمْ أنّ الوقتَ خواء وأدرك أن الوحْدة جنون..
أخذت أشتّمُّ ذلك الصمت الحزين لغرفة قُطعتْ عنها الكهرباء، أكاد أن أموتَ من وحدتي، رغم أنني أدرك بأن ناتاشا تفكّر فيّ الآن، تعدّ الدقائق مثلي كيْ يمرّ الوقت بسرعةٍ ليهلّ فجر جديد بلا قصفٍ..
أحاول النّوم، لكن الأرق يعذّبني في غرفة مملةٍ لم يبق سوى المذياع معي، ولكن المذياع يظلّ يأتيني بأخبار محزنة فأرغم على إسكاته، وأظل على تلك الألحفة أتمرغ والحزن يقتلني.. آه سأنتظر ناتاشا مع الحزن، هكذا قلت لها يوم أمس، حينما خبّأتها بجسَدِي من قصف مجنون .
الآن لا أسمع أي قصف، لربما هناك هدنة جديدة، سأنتظر إلى يوم غد، ولكن لن يرحل عني الحزن، فأنا قلت لها أنتظركِ غدا يا ناتاشا مع الحزن..
عطا الله شاهين