ثلاث قصص قصيرة جدا
تاريخ النشر: 07/10/16 | 0:46ضجرتُ من حديثِه عنْ الحُروب، منذ معرفتي به قبل أكثر مِنْ عقديْن من الزمن، وهو لا يوقفُ عبابَ الكلام عنْ الحروب، حتى صرتُ أحسُّ بأن حياتي باتتْ رمساً سأسير إليه بعد مدة من الزّمن، أيتها الحروب أما يستوجب بكِ الآن أنْ تنتهي؟
المرأةُ البدينة التي تأكل الشّطيرة بنهم ويسقط من حول فمها الأكل، تجعلني أحزن على مساكين وطننا، الذين يموتون من السغب كل يوم، ولأنها لا تكف عن أكل شطيرة اللحم بذاك النّهم فقد بدّلت مطرحي بإدارة محيّاي نحو البناية.. لكن البناية عكست إليّ المرأة البدينة النّهمة، فأرغمتُ على السير صوب منطقة فارغة.
وجدتُ تلك الدُّروب التي رجعت إليها مليئة بالغبار، مقفرة تلك الطرق التي خطوتها بعد مولدي، متآكلة الأطراف واجهات البيوت التي عرفتها، الأزقة ليست هي الأزقة، والمواطنون ليسوا هم المواطنون، وصديقتي تبرّأت مني واستهزأت من باقة الزنبق، التي أتيت بها، أما سقيفتي فقد استوطنتها مجموعة من الخنازير البرية وعبثت بمحتوياتها. ياه كلُ ذلك يحدث في المنام وأنا لم أزل أتنفس في غربتي الحزينة.
عطا الله شاهين