حديث عابر مع امرأة مملة
تاريخ النشر: 06/10/16 | 2:09بينما كنتُ أجلس في مقهى أنتظر زميلي، كانت تجلس بجانبي امرأة عادية، وبدت منشغلة بهاتفها الخليوي، ولكنني سمعتُ شيئا سقط منها، ونظرتْ صوبي وقالتْ هاتفي وقع مني، فقمت وناولتها إياه، فشكرتني على ما فعلته، وابتسمتْ ابتسامة صفراء، وقالتْ لم أرك من قبل هنا واستنتجت بأنها تريد الدردشة ليس إلا، ولكن من خلال حديثها معي بدت مملة، حتى في ردودها على أسئلتي الباردة.. ومن خلال لبسها لاحظت بأنها امرأة عصرية تجاري الموضة، لكنني لم أكترث للبسها، وأكثر ما أكترثتْ إليه رؤية الملل على سحنتها الرائعة بلونها، وفي عينيها رأيت فيهما الملل يرقص بكل هدوء..
لم يكن حديثي معها طويلا، كان حديثا عابرا، لأن زميلي أتى بعد دقائق وقطع علينا الحديث، الذي دار بيننا عن صعوبة الحياة في الغربة، فوقفتْ تلك المرأة وشكرتني على الحديث معها، واعتذرت مني، وخرجت من المقهى، وركبت سيارة فاخرة، وسارت في طريقها، أما أنا فقلت في ذاتي: هي امرأة مملة وحديثها ممل، وتركب سيارة فاخرة، أما أنا فأسير على قدميّ كل يوم، لكن الملل يفرّ مني، أم أنني لا أشعر بالملل، رغم أنني أبحث عنه كل يوم في كل مكان، لكنني لم أجده سوى على وجوه الآخرين..
عطا الله شاهين