حينما أغضبته تلك المرأة بسيجارتها
تاريخ النشر: 08/10/16 | 1:29بينما كان ذاك الرّجُل المُنهك عائداً ذات مساء من عمله، مرّ على ذاك المقهى، الذي اعتادَ الجلوسَ فيه في كلّ مساءٍ لاحتساءِ قهوته، لكنّه حينما وصلَه وجده مغلقاً، فسارَ في ذات الطّريق، ووجد حانةً قديمة وديكور مدخلها بدا له مغريا، فهو لم يدخلها من قبل من قبل، فقال في ذاته لربما سأجد قهوةً في هذه الحانة، فولج إلى داخلها وبدت الحانة مضاءة بأضواء خافتة، فجلس هناك في إحدى زواياها وسمعَ موسيقى راقصة تصدح في أرجاء الحانة وكان الصوت منخفضا، وانتظر قدوم أحد النادلين لكي يخدمه، فأتت بعد دقائق نادلة بوجهها المتعب وابتسمت له، فقال لها: قهوة عربية لو سمحتِ، فردّتْ عليه: لا يوجد للأسف، يوجد عندنا قهوة تركية، فقال لها: لا بأس، فذهبتْ النادلة لإحضار فنجان القهوة، وكانت تجلس خلفه امرأة وراحت تتحدث عبر الموبايل بصوت عالٍ وبدت عصبية، لكن ذاك الرجل لم يكترث لها، وبعد قليل بدأت تنفث دخان سيجارتها صوبه، لكنه آثر الصمت، وبعد عشر دقائق أزعجته بسيجارتها كثيرا، فما كان منه سوى أن طلب منها أن تنفث إلى جهة أخرى، لكنها نظرت صوبه بنظرة استغراب ولم ترد عليه، فقام وتكلّم معها بكل أدب، لكنها بدأت تصرخ في وجهه، فأتى الساقي وقال للرّجل: ما المشكلة؟ فقال ذاك الرجل بأن تلك المرأة تزعجه بدخان سيجارتها، فقال الساقي لذاك الرّجل الذي بدا منزعجا: دعكَ منها، وقمْ واجلس في تلك الزاوية الأخرى وستكون بعيدا عن دخان السجائر، فاستجاب ذاك الرّجل وذهبَ إلى زاوية بدت له معتمة أكثر، وجلسَ هناك وبدأ يشرب قهوته على عجل، وبعدما انتهى وهمَّ بالخروج، هددته تلك المرأة بأنها ستعاقبه فيما بعد، فقام ذاك الرجل وصرخ في وجهها، وخرج من تلك الحانة غاضبا من سيجارة امرأة لا تنطفئ، وقال في ذاته: لن أذهب إلى تلك الحانة مرة أخرى، لن يكون إدماني على القهوة سببا في بحثي عن مكانٍ لشربها، سأحتسي القهوة بمعية زوجتي في المرة القادمة على شرفة منزلي، لن أذهب إلى تلك الحانة رغم أن الجلسة الهادئة هناك كانت هادئة في بدايتها ومهدئة لأعصابي..
عطا الله شاهين