عذراً ربّي يسوع … لن أقوى على الإحتفال بميلادك
تاريخ النشر: 17/12/13 | 8:54قد أوجّه الى نفسي وابلٌ من السهم والتخمينات لهكذا عنوان ومقالٍ يثير التساؤلات وربما العديد العديد من علامات التعجب والإستغراب. حيث يقع المرء وتُسلّط عليه إيضاءات قد تنجم عن فهم وتيقّن وربما إدراك لهكذا عالم متخبّط ندمع جميعنا على ويلاته ويعتصر الحزن أفئدتنا، فتختفي البسمة حتى من على محيّا الأطفال، وسرعان ما يحل مكانها الدموع ورقرقة الأعين التي هي عصارة الألم والحسرة…
إنه لعالم متغيّر أدمى قلوب البشر والأطفال خاصةً الذين كانوا ضحية مؤشرات وسياسات عالمية وربما مؤامرات استهدفت قلوب الأطفال، فمزق الرصاص هذه القلوب النديّة وأسال دماؤها، هذه الدماء التي سرعان ما اختلطت بمياه الثلوج الذائبة…
هذه الثلوج التي كانت محط فرح للإطفال عبر التاريخ، اضحت شاهدة عيان على بشاعة وجشع هؤلاء المُغرضين الذين يدّعون صورة الإنسان…
لإن مثل هذا المحارب السفّاح والتي اضحت بندقيته شاعوب شيطان وسهامهُ يندفُ منها اللؤم وبشاعة الجريمة.
وعليه عذراً منك ربنا وإلهنا يسوع المسيح.. عذراً منك بابا نويل راعي السلام والمحبة والفرح صديق الأطفال. فنحن نعيش عالماً لا نستحق فيه فرحكم وسلامكم، فأجواء الحرب والإستبداد في هذا الشرق الأليم وليس بالأوسط، ما هو إلّا تحَدٍ لإرادة اللة والإبتعاد عن تعاليم الديانات السماوية. فتسيطر الأنانية والكراهية، الجشع والطمع وحب السيطرة. وما سيطرة الإنسان على أخيه الإنسان إّلّا خلقٌ لذيولٍ اجتماعية سلبية. فانتشر العنف الجسدي والكلامي واصبح جُلّ اهتمامنا إيذاء القريب والجار… متاهات بثّت السموم وإيحاءات بالكراهية والسُخط، وعدم تقبٌل الواحد للآخر. مما أدى الى اصطفافات طائفية أفرزت خروقات سياسية وتحالفات لكائدين وكارهين، مما خلق مزايدات تؤجّج الصراعات الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد!!
إني على ثقة أن صرختي هذه تدوي في آذان اعتراها الصدأ، وربما لن يكون لها أي أثرٍ أو تجاوب، وإني على يقين أن القيادات العربية فقدت حس المسؤولية والإنتماء… أجل إنهم حكّام ابتُلوا بمرض رمزية التوريث والتثبت بالكراسي وربما الإستماتة من أجل البقاء.
الكلُّ يعي أن واقعنا العربي واقع أليم يعلوه التشرّد والشرذمة، ولا غرابة أننا نقبع في قاع سلّم التطور الحضاري. وما هذا النزيف للدم العربي إلّا شاهد عيان على ذلك، فإنها أحداثٌ مؤلمة متدحرجة ككُرة ثلجٍ وشعلة نار تحرق الأخضر واليابس. فنبقى في أزماتٍ خانقة نفرز قيادات عاجزة عن طرح برامج أو نهج فكري حقيقي يميزه الإنفتاح الحضاري!!.
لا أعرفُ وفي السنوات الأخيرة كيف اضحت قطاعات واسعة من شعوبنا العربية تتأرجح بين التديّن والإدعاء بالقومية أو العلمانية، فالكل يحمل شعارات ضبابية تقودنا الى الجهل، الغطرسة والضياع!!.
وعودة الى وتيرة حياتنا اليومية فها هي الأعياد والحفلات الراقصة وتبادل التهاني والهدايا، وكأن الأمور تسير عادية وطبيعية.
إني لا أدّعي الحِسّ المرهف أكثر من غيري، ولكني وللتنويه أعترف أني انسان مؤمن صاحب رسالة توافق حبٌ وسلام بين جميع شرائح المجتمع والديانات. وما علينا إلأ أن نشاطر الشعوب المحيطة بنا آلامهم ومعاناتهم. ولنجعل احتفالاتنا كنسية صلواتية مبتعدين ما استطعنا عن حفلات التبرهج والإسراف. ولنعمل جميعاً على زرع بذور المحبة وإبعاد الأطفال عن القهر والتصدع النفسي، كي لا تستشري الكآبه والعِلل في نفوسهم… فالحُلم ما زال بوابة الأمل. وبهذه المناسبة نسأل الله عز وجلّ أن يضفي شيء من القداسة والإجلال على جميع النفوس المتعبة والحزينة. وليبقى الظالمون قابعون في مصيدة الله والضمير…