عشقتها لأنّها امرأة مختلفة
تاريخ النشر: 13/10/16 | 0:00ذات زمن جميل ولّى، تعرفت على تلك المرأة التي وجدتها مختلفة حتى في خجلها، ففي ذاك المساء حينما وجدت نفسي ضجرا ذهبت إلى متحف لقتل ضجري وهناك شاهدت امرأة تحدق في لوحة بدت لها غير مفهومة، فدنت مني وسألتني تلك المرأة عن رأيي في لوحة ليبيكاسو، فقلت لها: صدّقيني أنا لا أفهم في الرسم ولا الفن التشكيلي، لكنني أنا هنا فقط لكي أقتل ضجري فابتسمت تلك المرأة وذهبت تنظر إلى لوحات أخرى، وبعد مرور دقائق معدودة فهمتُ من نظرات عينيها بأنها تريد التعرف عليّ، وبعد برهة من الزمن خرجنا سوية من المتحف، فقمت بدعوتها لتناول فنجان قهوة عربية، ومع مرور الوقت تعمقت علاقتنا ببعض واكتشفت بأنها امرأة مختلفة حتى في صمتها.. كانت أحيانا تصمت لساعات دون أن أتمكن من معرفة صمتها، كانت تثيرني بصمتها الغير عادي، كانت تعاندني في كل شيء حتى في الحبّ، الذي كنت دائما أخمده بصمتها المجنون، لكنني هاجرتُ تلك المدينة بعد ما أنهيت دراستي وعدت للوطن، لكنني ما زلت أتذكر روعة صمتها المليء بالحُبّ الصامت.. كانت امرأة مختلفة تخجل من كل شيء حتى من ثوران الحبّ، ورغم أنها كانت خجولة، إلا أنني أحببت فيها صمتها غير العادي، الذي وجدت فيه صخبا مختلفا جعلتني أعشقها بكل ما فيها من امرأة غير عادية..
عطا الله شاهين