حنا سويد يحاضر بيافة الناصرة حول ثنائية الأرض والانسان

تاريخ النشر: 14/10/16 | 11:08

بدعوة من فرع الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والشبيبة الشيوعية في يافة الناصرة، تم عقد ندوة بعنوان “ثنائية الأرض والانسان في صياغة مستقبل الجماهير العربية” قدمها الدكتور حنا سويد رئيس المركز العربي للتخطيط البديل، وشارك فيها العشرات من اهالي يافة الناصرة ورئيس المجلس المحلي المحامي عمران كنانة. افتتح الندوة وائل جمعة مرحبا بالضيوف الكرام ومستذكرًا رحيل رفقنا طيب الذكر سليم علي الصالح الذي ودعنا قبل اسابيع قليلة، ومسعيدًا بعض الذكريات معه، ومشاركته الدؤوبة في كل النشاطات الوطنية والحزبية. كذلك أشار الدكتور حنا سويد الى العلاقة الطيبة التي ربطته بالمرحوم “ابو الذيب”، الذي عرف بتواضعه وانسانيته وطيبته، مستذكرًا انه في الاسبوع الماضي وصلته هدية كان قد ارسلها له “ابو الذيب” من كوبا، في زيارته الأخيرة، مع احدى الشابات من قرية عيلبون، كان قد التقاها في كوبا. لكن للأسف الهدية وصلت بعد وفاة الرفيق سليم. وقال سويد نذكر رفيقنا “ابو الذيب” كجزء اساسي من النضال الذي سنواصله وسيواصله الجيل الشاب، وقد آلمني جدا فراقه، كنا على علاقة طيبة منذ سنوات، ولتبقى ذكراه العطرة دائمة بين الرفاق وكل من عرفه.

وافتتح سويد محاضرته بالتأكيد على أهمية الحفاظ على الارض من اجل جيل واعٍ متمكن، يجب ان نتصرف كشعب، كيف نبني كيف نسير في ركب التطور. في السنوات الأخيرة هناك نوع من الترهل، لذلك يجب ان نهتم بصياغة سياسات ومواقف واضحة، يجب تعزيز الجدال حول مواقف معينة، نريد تنمية وتعزيز اعطاء مساحة لكل رأي وللرأي الاخر. هل كان على اعضاء القائمة المشتركة المشاركة في جنازة بيرس، كجزء من المواطنين في اسرائيل؟ انا أؤيد الموقف الذي تم الاتفاق عليه بعدم المشاركة. ما سيطر على الاجندة في جنازة بيرس كان دوره في السلاح النووي وبناء المستوطنات، نحن لسنا جزءًا من الاجندة الرسمية. بينما مشاركة الرئيس محمود عباس هي رسالة للرأي العام في اسرائيل، بأنه شريك من اجل السلام، وبالتأكيد بدون تنازل عن الثوابت الوطنية. هذه فرصة لصياغة المواقف العامة، والوقوف امام التحديات اليومية.

وتابع سويد، النضال في هذه الايام، ان تقول موقفك في وجه المؤامرات التي تحاك ضد الجماهير العربية، نحن نواجه تحديات متعددة. قبل اشهر قليلة واجهنا مخطط لمصادرة 1000دونم من اراضي يافة الناصرة في مرج ابن عامر، لانتاج الاسمنت، حيث وضع مخطط لاقامة كسارة. دورنا كمجتمع وكسلطات محلية وكاجسام اهلية وافراد هو التصدي لهذه المخططات. هناك تعاون مع المجلس والاهالي، وهذا هو مثال لنموذج العمل الافضل. في كل قضية كان فيها تحدي ووقفة حقيقية كنا نحن المنتصرين،لابد من تراجع السلطة امام كل وقفة جقيقية للجماهير العربية. منذ العام 1948 والسلطة تصادر الاراضي العربية، والنجاحات بالغاء المصادرات كانت بالوقوف ضدها ومجابهتها، انطلاقًا من يوم الأرض. ومؤخرًا قرار الغاء مخطط برافر في النقب. يجب ان ننتبه لهذ المحطات ونستخلص العبر.

ما تقوم به الحكومة بما يتعلق بالخطة الاقتصادية الخاصة بالمجتمع العربي، هي اشبه بمحاولة لدس السم في الدسم، لتحقيق اهداف معينة من خلال هذه الخطة. علينا ان ناخذ ما هو مفيد ونترك ما يضر بنا وبمجتمعنا. اليوم يريدون تكثيف البناء الى 8 وحدات سكنية في القسيمة، ويشسترطون تكثيف البناء للحصول على الميزانيات الحكومية. الهدف هو اكثر عدد من السكان في اصغر رقعة ممكنة. الكثافة السكانية هي جزء من طابع البلد، في المدينة الكثافة اعلى من القرى، لايمكن بناء ناطحات سحاب في القرى! رئيس السلطة المحلية يريد تسويق قسائم بناء جديدة لتلبية احتياجات المواطنين، من ناحية اخرى سيكون مجبر على الخضوع لاملاءات وزارة الاسكان والحكومة بزيادة الكثافة السكانية. هذه القضايا تحتاج الى نقاشات مهنية وجادة في بلداتنا العربية وعلى مستوى اللجنة القطرية. وزارة الاسكان مؤخرًا تفرض اتفاقيات لتطوير مناطق سكنية جديدة، تبقي سيطرتها الكاملة على تسويق الاراضي، من خلال الوزارة ودائرة الاراضي.

وتحدث سويد عن الحملة التي اطلقها المركز العربي للتخطيط البديل وجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين للدفاع عن اراضي القرى المهجرة ومحاولات السلطة للاستيلاء عليها. هذه الحملة وصلت للكثير من المهجرين، لتثبيت حقهم في العودة. حق العودة مقرون بموقع جغرافي، باحداثيات على الخارطة. كان هناك صفقات، وعندما سمع الناس الموقف الصحيح تراجعوا، ما يؤكد ضرورة اعلاء كلمة حق امام سلطان جائر، ناقص كلمات حق.

وقال د. حنا سويد اذا نجحنا في الحفاظ على الارض، فماذا مع الانسان والمجتمع؟
مجتمعنا تنخر به ظواهر قاتلة، مجتمع يمزق بعضه البعض. استعمال السلاح هو امر مرفوض يجب التصدي له. الشرطة تريد المزيد من الفوضى والعربدة داخل مجتمعنا. لماذا لا نقوم بدور الشرطة المجتمعية، واعلاء موقف عام ضد هذه التصرفات. يجب تنمية شعور الانتماء للمجتمع. الشرطة لا تلاحق مرتكبي المخالفات، باعتقادي لانها ستصل لنفسها، الكثير من عصابات الاجرام تعمل مع الشرطة. يجب ان نبذر روح التعاون والعمل الجماعي للتصدي لهذه الظواهر. نريد ان نرفع رأسنا، بمواقف حقيقية مناضلة، نريد ان تكون سلطاتنا المحلية قلاع وطنية كما كانت في السبعينات والثمانينات. يافة كانت دائما في الريادة، ويجب ان تبقى قلعة وطنية بقيادتها الحكيمة.

0

1

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة