ألا أيّها الليلُ الطويل ألا انجلي بصُبحٌ…
تاريخ النشر: 16/10/16 | 9:32الحياة هي الحياة بحلوها ومرّها، وكلّنا نحب الحياة، البعض وهم كثر يتمنون الخلود في هذه الحياة الدنيا، والطب الحديث يستنزف الوقت الوفير، الأيام الطوال بل والسنين العديدة من اجل صحة الإنسان وجودة حياته وشفائِه من الأمراض… أما الموت هذا القدر المحتوم فليست له تلك الشعبية التي تتمتع بها الحياة الدنيا، ونحن جميعنا على ما اعتقد نتخذ كل حيطة من أجل درء هذا القدر وأبعاده… ونتسلّح بكل سلاحٍ من الوقاية والدواء إذا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا… وبالرغم من كافة الاحتياطات والتحصينات فنحن ساعون إلى أجلنا المحتوم ومن حيث لا ندري برغبة وأحيانًا بشوقٍ جارف… فنحن نستّحث الزمن، الوقت، أي عمرنا على المضّي أن يجري وبسرعة بمعنى آخر نريد لعمرنا أن يقترب من نهايته وبسرعة وقديمًا قال شاعرنا:
“ألا أيها الليلُ الطويل ألا أنجلي بصبحٌ وما الإصباح منك بأمثل”
وغيره قال: “أما لهذا الليل من آخر” وبلغة العصر غنّى أحدهم: “يا ساعة الوقت اجري” أي اقفزي يا عقارب الساعة قفزًا، انتقلي من السابعة صباحًا إلى السابعة مساءًا دفعةً واحدة.
ونحن نستحث الزمن ونتسّحث وعندما يقترب رصيدنا في هذه الحياة من نهايته، وعندما تدنو النهاية أو تقترب يكون لسان حال بعضنا: ربّ لو أمهلتنا قليلاً… ولكن هيهات فهذه سنّة الله في خلقه، ولن تجد لسنّة الله تبديلاً أو تحويلاً.
بقلم: الأستاذ حسني بيادسه