اختتام مؤتمر حزب اليسار الأوروبي الرابع في مدريد
تاريخ النشر: 21/12/13 | 5:55اختتم في مدريد مؤتمر حزب اليسار الأوروبي الرابع حيث تمحورت أبحاث المؤتمر حول استعدادات حزب اليسار لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار 2014. انعقد المؤتمر بين 12 – 15 من كانون الأول الجاري في العاصمة الاسبانية (مدريد)، وشارك فيه 300 مندوب يمثّلون 30 حزبا ومنظمة من مركّبات حزب اليسار الاوروبي الذي تأسس عام 2004، إضافة إلى مشاركة الوفود الضيفة على المؤتمر من 15 دولة في العالم.
رئيس حزب اليسار، السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي (بيير لوران) تطرق في كلمته الافتتاحية للسنوات الست الماضية التي تعامل فيها الليبراليون الجدد مع الأزمة الاقتصادية من خلال فرض ميزانية تقشّف مهينة تركت بآثارها السلبية على الطبقة العاملة والشرائح الفقيرة، واصفا اللجنة الثلاثية المؤلفة من صندوق النقد الدولي، المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي بلصوص الملكية العامة ونهب حقوق المواطنين.
وفي كلمته أشاد بيير بنضال الشعوب من أجل التحرر والاستقلال ومناهضة العنصرية، مشيرا لدور الزعيم الكبير الراحل نيلسون منديلا الذي أفنى حياته من أجل حرية شعبه، وللقائد الفلسطيني الرمز مروان البرغوثي الذي يقبع في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وأكد بيير أنه مما ليس منه بُدّْ هو زوال الأبرتهايد والأنظمة العنصرية كما حصل في جنوب أفريقيا فلا بد أن تزول سياسة الجدران العنصرية الاسرائيلية وأن ينعم الشعب الفلسطيني بحريته واستقلاله.
وشارك عن الحزب الشيوعي الاسرائيلي عضوا المكتب السياسي للحزب الشيوعي النائب د. عفو إغبارية و د. جابر خوري في أعمال المؤتمر التي ناقشت وثيقتين أساسيتين، وثيقة سياسية بعنوان "معا من أجل بديل يساري في أوروبا"، وأخرى حول تأثيرات الأزمة المالية العالمية على أوروبا وكيفية مواجهتها من وجهة رأي وقرارات حزب اليسار الأوروبي.
وفي حديث مع النائب د. عفو إغبارية بعد عودته من المؤتمر قال: "إن أبحاث المؤتمر وأعماله دارت حول قضايا مركزية، أهمها هيمنة رأس المال وسحق أجور وحقوق العاملين في أوروبا في ظل الأزمة المالية العالمية وأهمية تصعيد دور حزب اليسار الكفاحي الطبقي لمناصرة الطبقة العاملة، كما وتناول المؤتمر قضايا عديدة تتعلق بالانتهاكات البيئية الخطيرة للدول الاوروبية من خلال إلقاء النفايات الكيماوية وأضرارها على دول أمريكا اللاتينية".
وحول مساهمته في أعمال المؤتمر قال إغبارية: "في كلمتي أمام المؤتمر تطرقتُ للأزمة المالية العالمية وأثرها على المجتمع الاسرائيلي في ظل حكومة رأس مال احتكارية همّها الوحيد حماية مصالح رؤوس الأموال على حساب جيوب الطبقة العاملة والشرائح الفقيرة وخاصة المواطنين الفلسطينيين العرب في البلاد الذين يواجهون أقذر القوانين عنصرية في العالم تشبه قوانين نظام الابرتهايد العنصري البائد في جنوب أفريقيا، ودعوتُ المؤتمر لدعم مطالب المواطنين العرب في البلاد ضد سياسة الاقتلاع والتهجير وسياسة التمييز العنصري التي تمارسها حكومة رأس المال المعادية للسلام والمساواة والديمقراطية بقيادة نتنياهو لبيد بينت".
وقال إغبارية، إن أوروبا تعيش نقطة تحول تاريخية وأن الوقت مناسب لتحول سلمي ديمقراطي في أوروبا وأن انتخابات البرلمان الاوروبي هو نقطة انطلاق لتعزيز التعاون مع النقابات العمالية في الدول الاوروبية في كيفية مواجهة النيوليبرالية، وهذا المؤتمر رسم الخارطة النضالية المفصلية لتوطيد العلاقة بين القوميات الاوروبية المختلفة، وأكدت التلخيصات بأن هذه التغييرات لا يمكن أن تحصل دون التعاون مع اليسار الأوروبي ورصّ صفوف الجماهير المقموعة من حوله، وكل الدلائل تشير إلى تظافر قوة اليسار يوما بعد يوم نحو وصول اليسار إلى سدّة المفوضية الاوروبية كقوة طليعية مكافحة تحمل هموم ومصالح الشعوب وشرائحها المستضعفة، ولذلك قرر المؤتمر إقامة منتدى بديلا للتوجهات الاقتصادية النيولييرالية في أوروبا، بعد أن اصبح لحزب اليسار قواعد ومؤسسات في مختلف أنحاء أوروبا توحِّد جميع الأحزاب والحركات اليسارية المختلفة.
وحول نشاط إغبارية وخوري على هامش المؤتمر قال، أنه أجرى عدة لقاءات مع ممثلي أحزاب وحركات يسارية وشيوعية، أهمها، مع الأحزاب الشيوعية: حزب الشعب الفلسطيني بقيادة ماهر الشريف، و (الايراني) و (الكوبي) و (الفرنسي) و (اليوناني) و (القبرصي) وتنظيم (فدا) الفلسطيني، وتمحورت اللقاءات حول التواصل بين حزبنا وهذه الأحزاب في القضايا المشتركة ضد الاحتلال ومن أجل تحقيق الثوابت الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية، ومواجهة السياسة الاسرائيلية العنصرية بحق الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل، والتصدي للسياسة الاسرائيلية الممانعة للسلام وممارساتها اليومية في هضم حق المواطنين العرب في البلاد بالمساواة.
عضو المكتب السياسي للحزب الدكتور جابر خوري: "كان لنا دور كبير في إعلاء القضية الفلسطينية في أعمال المؤتمر بالتنسيق التام مع ممثلي الوفدين الفلسطينيين من حزب الشعب وتنظيم (فدا) وطالبنا المؤتمر باتخاذ قرار صارم بحثّ حكومة إسرائيل اليمينية على الانسحاب الفوري من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 وتفكيك المستوطنات ووقف سياسة الاستيطان الكولونيالية، واللجوء لقرارات هيئة الأمم المتحدة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وحل عادل لقضية للاجئين الفلسطينيين وحقهم بالعودة".
ووجه خوري في كلمته أمام المؤتمر نداء للمشاركين اليسار في المؤتمر قائلا: "عليكم كقوى يسار وسلام في أوروبا أن تطلقوا صرخة مدوِّية ضد أمريكا وبريطانيا وابنتهم تركيا، بأن يرفعوا أيديهم عن سوريا وأن يسحبوا أساطيلهم من البحر المتوسط حفاظا على الأمن والاستقرار في المنطقة ووقف حمّام الدم النازف. أما بالنسبة لأحزاب اليسار في إسرائيل، على حزب اليسار الأوروبي أن يمارس ضغوطات على هذه الاحزاب لتعزيز النشاط المشترك ضد الاحتلال وضد الفاشية.
ودعا خوري الوفد الفلسطيني وخاصة ممثل حزب الشعب د. ماهر شريف بالعمل على إعادة اللحمة الفلسطينية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، فبذلك إمكانية لتجنيد الرأي العام الاوروبي والعالمي حول عدالة القضية الفلسطينية، وقد آن الأوان لإعادة ثقة الشارع الفلسطيني بقيادته الوطنية.