الإغتراب

يقطنُ في قريةٍ يكشطُ أعجازها الاغتراب
يتأوّه مُحيّاه دامغاً بصبغةِ الشّوق
..
يفركُ بأناملِه المُدلَّية على ملقطِ الزّمن
اغترابٌ رماديّ الصّبغة
تهبنا آلافَ السِّحنات المُرتحلة في الوحْشة
الوحْشة التي تجلسُ كشبحٍ مُتجرّدٍ مِنْ أيّ إحساسٍ
إلا إحساس الضّياع
وعبَقَه القديم الخالي الأُمنيّة
..
يقطنُ في قريةٍ تستديرُ
حول هامته الشّكِسة بصمتٍ كئيب
تحضنُ مناماته وأُمنياته بخوفٍ
أبٌ صارمٌ
لا ينوحُ وقتَ الموْت
…
قريةٌ تلحقُه كالطّيفِ
تزولُ بعد مطرِ صيحته الأولى في لحظةِ الولادة
تسلبُ حسّه
المتواري في قهقهةٍ بصبغاتِ الغياب
..
قريةٌ تزاولُ فُتورها المسائي
تعطي بثمنٍ الكرْبَ على قيامةِ الرُّوح
وتُزغزغُ منامات الصّغر وابتساماته مرفوعةٌ على هاماتهم
يسيرون بها نهاية الأُمنيّة
..
يقطنُ في قريةٍ تكسرُ المنامات
برقّةٍ شامخةٍ تشيلُه بين يديّها قسْراً
وتتأرجحُ كثيراً حتى تخرّ روحه بين كفيّها
فرِحاً ببللٍ مُتجرّدٍ
مِنْ كُلِّ شوقٍ

عطا الله شاهين