أمسية محاق مع الأديب ناجي ظاهر بحيفا

تاريخ النشر: 19/10/16 | 9:41

غصت قاعة كنيسة يوحنا المعمدان يوم الخميس الموافق 2016/10/13، بجمهور مميّز من إدباء وشعراء وعشّاق الأدب، تلبيةً لدعوة نادي حيفا الثقافي برعاية المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني في حيفا، لأمسية ثقافية، لإشهار وتوقيع رواية “محاق” للكاتب الأديب ناجي ظاهر. شارك في الأمسية، بمداخلات مميّزة حول الرواية، كل من الدكتورة ماري توتري، أستاذة في جامعة حيفا وفي كلية أورانيم، والدكتورة جهينة خطيب، محاضرة في قسم اللغة العربية في كلية سخنين.

12

مفتتحًا الأمسية ومرحبا بالحضور، استعرض المحامي فؤاد نقارة، رئيس نادي حيفا الثقافي، نشاطات النادي وأهميتها في المشهد الأدبي والثقافي الفلسطيني، ودورها في دعم الكتّاب وإبداعهم على مختلف أشكاله. دعا إلى زيادة القراءة والمطالعة في مجتمعنا العربي وحثّ أبناءنا عليها، ومن ثم شكر كل من يساهم بإحياء الأمسيات وإنجاحها وخص بالذكر الطالب مروان سرية، أصغر عضو ناشط في نادي حيفا الثقافي. دعا بعدها الأديب محمد علي سعيد ليدير الأمسية فأدارها بما يليق بالكاتب والكتاب وتحدث عن سيرة الكاتب والقاص ناجي ظاهر – ابن قرية سيرين المهجّرة – وعمله صحافيّا ومحرّرًا أدبيّا في العديد من الصحف والمجلات الأدبية، وتحدّث عن عشرات إصداراته الأدبية .
وفي باب المداخلات، جاء في كلمة د. ماري توتاري، أن الكتاب مليء بالأخطاء اللغوية والمطبعية وهي ظاهرة شائعة لدى العديد من الكتّاب العرب، مما ينتقص من قيمة الكتاب ودعت إلى احترام القارئ بتنقيح الكتاب قبل إصداره. أضافت بأن الأديب يمكن أن يكون أفضل من باحث في مجال علم النفس والعلوم الاجتماعية لينوّر على فهم تركيبة النفس البشرية ويمكن لرواية جيدة أن تكون المصدر الوحيد للتعرّف على ما يدور في مجتمع ما كما هو الحال في دول الخليج العربي. تمحورت مداخلتها القيّمة حول صورة المرأة السلبيّة والتقليديّة التي ظهرت في هذا الكتاب وربطها بقانون حماية المرأة الذي يضع الرجال رهائن بين أيدي النساء والادّعاء على أنه مؤامرة سلطوية من “إسرائيل” ضد المجتمع العربي في البلاد !! بموجب تصوير الكاتب للوضع، وهذا ما رفضته الدكتورة ماري جملةً وتفصيلًا، وصرّحت بأنها ترفض تبنّي نظرية المؤامرة التي تبرئ مجتمعنا من أخذ المسؤولية على ما يحدث ووضع اللوم على الآخر والتنصّل من مسؤوليتنا ! وأنهت مداخلتها العلميّة القيّمة بأن التعميم الأعمى وعدم الاعتراف بوجود ظاهرة العنف الأسري وتحويل النساء من ضحايا العنف لعدوّات الرجال لتشويه للواقع الذي نعيشه.

13

أما د. جهينة خطيب فتحدثت في مداخلتها عن الرواية حول سيميائية العنوان والغلاف والمضمون ، والمحاق الذي دفعها إلى رواية “القمر في المحاق” للروائي السوري حنا مينا ورواية “رأيتهما قمرين في المحاق” للروائي المصري أحمد الشيخ، وصورة الغلاف – عصفورًا يحمل سمكة- التي دفعتها إلى قصة “سمكة وعصفور” لإياد مدّاح التي تمثل ثنائية الأمل والعجز وتطرّقت لدائرة الموت والحياة. تطرّقت كذلك لمواضيع اجتماعية وسياسية تم مناقشتها في الرواية، على حد قولها، ومنها ظاهرة العنف فيرى الكاتب بالرجل العربي ضحيّة ! وتحدثت عن معاناة المبدع في مجتمع أقلية عربية ونهاية الرواية الموفّقَة، وأنهت مداخلتها بأن الشعلة كما في الغلاف ما زالت مضيئة، وأديبنا هو الناجي من موت الإبداع في ظل ظروف قاسية يعيشها أدباؤنا. واختتم الأمسية الكاتب ناجي ظاهر فشكر الحضور ومنظّمي الأمسية وتطرّق بدوره إلى الجدل الذي أثارته الرواية إلى تساؤلات د. ماري توتري.

0

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة