وفد القائمة المشتركة في جولة رسمية الى برلين
تاريخ النشر: 19/10/16 | 11:42قام وفد رسمي من القائمة المشتركة ببدء جولة لقاءات دبلوماسية ورسمية في مدينة برلين، ألمانيا. ضم الوفد كل من رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، رئيس كتلة القائمة المشتركة النائب مسعود غنايم، مديرة مركز الطفولة والناشطة الاجتماعية السياسية، نبيلة اسبنيولي، المحاضرة اليسارية والناشطة السياسية د. يعيلا رعنان. وقد نظمت الجولة مؤسسة روزا لوكسمبورغ ومديرها تسفرير كوهين. وقد ابتدأ الوفد جولته والتي ستمتد على مدار أسبوع كامل، بعدد من اللقاءات الرسمية بمبنى البرلمان الألماني (البوندستاغ)، حيث التقى الوفد مع العشرات من نواب البرلمان الألماني من جميع الكتل والأحزاب بسلسلة لقاءات شخصية وجماعية، ومنها اجتماع مع النائب ستيفان ليبيش من حزب “دي لينكي”، لقاء بمجموعة نواب العلاقات الخارجية من حزب الخضر ورئيس المجموعة النائب يورن بوما، لقاء مجموعة نواب العلاقات الخارجية من حزب “دي لينكي” ورئيس المجموعة النائب وولفانج جريكة، لقاء مع الحزب الإشتراكي الديمقراطي، لقاء بالنائب رودريخ قيسوطر من حزب “المسيحيون الديمقراطيون” الحاكم في ألمانيا، كما عقد الوفد محاضرة واسعة أمام أكثر من 60 عضو برلمان من حزب “اليسار” عرضوا فيها التجربة الفريدة للقائمة المشتركة ونضالها العادل أمام السياسات الحكومية.
كما التقى الوفد بلقاء رسمي ورفيع مع نائبة رئيس البرلمان الألماني، النائب بترا باو من حزب “دي لينكي”، الألماني حيث عبرت باو عن سرورها بلقاء وفد القائمة المشتركة، حيث قالت: “تابعت بشغف كل مسار إنشاء القائمة المشتركة وخوضها للإنتخابات وما حصلت عليه القائمة من ثقة ومن دعم يُعد انجاز كبير نسبيًا”. بدوره افتتح النائب عودة اللقاء حيث شكر النائب باو على لقاء الوفد هي وجميع طاقمها، وقال: “يمكننا أن نتعلم دروس تاريخية عدة من ألمانيا ومنها الاعتراف بأخطاء الماضي والعمل على تصحيح ومواجهة الأخطاء”. واستمر النائب عودة حديثه: “القائمة المشتركة تُشكل مشهد استثنائي بمنطقتنا، التي تنقسم أكثر وأكثر حول انتماءات مختلفة، فتأتي القائمة المشتركة وتُشكل مثالًا للوحدة والإلتفاف حول الجوهر المشترك”، وأكمل شرحه عن دور القائمة المشتركة في احداث التغيير العميق والحقيقي بالمنطقة وداخل واقع سياسي قاسٍ وصعب، وقال: “نتنياهو يعي تمامًا الوزن والقوة الكامنة للأقلية العربية، معاداتهِ لها نابعة ليس فقط من أيديولوجيا وفكر عنصري بل من رؤية سياسية أيضًا بما يعني أنه يعمل على نزع الشرعية من الجماهير العربية وقيادتها السياسية ليتمكن من الحفاظ على حكم اليمين في إسرائيل”.
وافتتح النائب مسعود غنايم، رئيس كتلة القائمة المشتركة حديثه قائلًا: “أننا نعتز بتجربة القائمة المشتركة والتي تُمثل عدة حركات مع إيديولوجيات مختلفة تلتقي على نقاط مشتركة وتتفهم الإختلافات فيما بينها، وهذا توجه يهدف الى احداث تغيير من أجل ديمقراطية حقيقية للجميع وليس للأغلبية فقط، كما هو الحال الآن في إسرائيل”. واستمر النائب غنايم حديثه قائلًا: “نحن نهدف الى عرض قضايانا وواقعنا أمام العالم، ممثلين لأقلية قومية والتي في الكثير من الأحيان يتم تجاهلها والتمركز حول الصراع الأكبر دون الإكتراث لهذه الأقلية”.
د. يعيلا رعنان عرضت رؤيتها كداعمة يهودية وناشطة بالقائمة المشتركة: “أنني أرى المحاولات المستمرة في تهميش المواطنين العرب، وهذا المسار يمر بهدم كل الأسس الديمقراطية ويمكننا لمس هذا بطرق عدة. هناك من يريد تجاهل القائمة المشتركة ووزنها داخل إسرائيل وما اطلبه منكم هو العكس تمامًا وهو دعم القائمة ورد اعتبارها لأنكم بهذا لا تدعمون فقط حقوق المواطنون العرب في إسرائيل بل المفاهيم الديمقراطية الحقيقية”.
وبدورها تحدث الناشطة السياسية، نبيلة اسبنيولي: “القائمة المشتركة هي ثالث أكبر كتلة اليوم في الكنيست وهي رأس الحربة من أجل الديمقراطية، فما نعيشه اليوم داخل إسرائيل هو أتنو-ديمقراطية. لنا دور هام ومركزي ولربما المركزي بامتياز بحركات السلام وحركات المجتمع المدني ولذا عندما يتم المس والتضييق حول هذه الحركات نحن أول من نشعر بهذا”. كما وتناول الوفد مسألة الإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، أمر الذي تم تداوله في المؤسسات الألمانية حيث طالب الوفد بعدم الإستجابة لهذا المطلب الإسرائيلي وهو مطلب غريب وفريد من نوعه كون الدول تعترف بالدول وليس بطوابعها، فهذا شأن خاص وداخلي يقرر به مواطني الدول. نتنياهو اخترع هذا المطلب بهدف وضع عراقيل إضافية أمام السلام وانهى الوفد حديثه بتعبيره عن التخوف الحقيقي من استغلال هذا المطلب وهذا الإعتراف من شرعنة التمييز ضد المواطنين العرب في إسرائيل. وانتهى اللقاء بكلمة النائب باو معبرة عن سرورها بلقاء الوفد حيث اختتمت وقالت: “أنني أعبر عن الرأي العام داخل البرلمان الألماني، فكل الكتل الألمانية تدعم حل الدولتين والوصول الى السلام، وتدعم حقكم كأقلية تستحق المساواة التامة”.
والى جانب اللقاءات العديدة مع أعضاء البرلمان الألماني أجرى الوفد لقاءات ديبلوماسية مع ممثلين رسميين للحكومة الألمانية في وزارة الخارجية الألمانية ومكتب المستشارة (الرئيسة الألمانية) حيث التقى الوفد مع المدير العام لوزارة الخاريجة، يينس بلوتنر واجتماع مع مستشار الرئيسة الألمانية أنجيلا ميركل لشؤون الشرق الأوسط والعلاقات الخارجية، فرانك هرتمان. كما وايضًا التقى الوفد بمعاهد أبحاث عديدة ومؤثرة في السياسات الألمانية وعقدوا أعضاء الوفد لقاءات ومقابلات صحفية مختلفة بشتى المواضيع عرضوا من خلالها واقع الأقلية العربية والتمييز الذي يجري بحقها ونضالها الديمقراطي من أجل السلام والمساواة في البلاد.