مات فنان الشعب الملتزم فؤاد سالم
تاريخ النشر: 22/12/13 | 22:25قبل أيام غادر عالمنا المطرب العراقي الكبير فؤاد سالم صاحب الحنجرة القوية، الذي طالما اطربنا بصوته الرخيم الحزين وفنه الملتزم الرفيع، بعد حياة عريضة ومسيرة غنائية ثرية زاخرة بالعطاء الفني، وهب فيها الشعب العراقي والعربي أجمل الأعمال الغنائية والألحان الموسيقية، مخلفاً ثروة فنية ستبقى خالدة على مر الأزمان، تاركاً بموته حزناً في العيون، وغصة في الحلوق، وحسرة في القلوب.
فؤاد سالم، ابن البصرة الفيحاء، هو احد اعلام وعمالقة الفن الغنائي العراقي ورواده في السبعينيات من القرن الماضي، اشتهر بالمواويل البغدادية والمقامات العراقية والاغاني الوجدانية والانسانية والوطنية والسياسية المقاتلة المكافحة، في زمن صعب كان فيه الشعب العراقي أحوج ما يكون للكلمة والاغنية الوطنية والثورية الملتزمة، في صراعه وكفاحه ضد الممارسات القمعية الاستبدادية الشرسة للنظام الدكتاتوري الغاشم، فكانت اغانيه تتردد على السن العراقيين، هذه الأغاني التي اسهمت في ايقاظ واذكاء الوعي الوطني والسياسي المتوقد وبث روح النضال والكفاح والمقاومة والتحدي ضد نظام الظلم والقهر والعسف والاستبداد، ولهذا استحق عن جدارة لقب "فنان الشعب العراقي".
فؤاد سالم مطرب قدير وفنان حقيقي أصيل وملتزم نذر حياته وكرس فنه لخدمة قضايا وطنه وشعبه، وترك بصمات واضحة ومميزة في زوايا ومساحات المشهد الابداعي الغنائي والموسيقي العراقي المعاصر.
بدأ فؤاد مسيرته الطويلة مع الغناء في الستينيات متأثراً بالمطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي، وتناغمت الحانه ومواويله البغدادية واغانيه التراثية بمياه دجلة والفرات وشذا نخيل العراق. ونحن الفلسطينيين الصامدين في وطننا وفوق ارضنا كم نعشق الأغاني العراقية التراثية والمواويل البغدادية، التي لا نمل من الاستماع اليها، ولنا شغف كبير بها، وكانت قلوبنا تتراقص فرحاً واحساساً نابضاً كلما تبث على امواج الأثير اغنية جديدة لفؤاد سالم بصوته المميز، الذي له وقع خاص وأثر بالغ في النفس والروح والوجدان.
فؤاد سالم انتمى لفن الالتزام الملتحم بحركة التاريخ وقضايا وهموم الناس، ووقف في صف النخب والطلائع العراقية المناضلة المنضوية في اطار الحزب الشيوعي العراقي، ولذلك عانى الملاحقات السياسية ومنع من الغناء مثلما منعت أغانيه في الاذاعة والتلفزيون، ولكن رغم هذا المنع لم ينقطع العراقيون عن الاستماع والاصغاء الى اغانيه، التي كانت تتداول كالمنشور السري على الاشرطة والكاسيتات بين الاوساط الشعبية العراقية. وحين شنّ النظام السياسي الحاكم في العراق حملات القمع والارهاب الفكري ضد اصحاب الفكر التقدمي المتنور من شيوعيين ويساريين، ترك فؤاد سالم العراق لاسباب سياسية وخوفاً من الاغتيال والتصفية الجسدية، فتوجه اولاً الى الكويت ثم الى عدن فامريكا الى ان استقر في دمشق، التي بقي فيها حتى رحيله عن الدنيا. وفي دمشق عاش مغتربا، وشارك في احياء الحفلات الغنائية، وكانت اغانيه تصل الى العراق عبر جبال كردستان، وطوال أيام غربته ظل في حنين دائم وشوق ملتاع لرؤية وطنه الام الذي غادره قسرا.
غنى فؤاد سالم للحب والفرح والحزن والامل والتفاؤل، وغنى للمقاومة وللعراق وكل مكان فيه، وهتف لجموع الشعب، للعمال والفلاحين والكادحين، وعبرّت اغانيه عن المشاعر الطبقية والانسانية الدافئة، المنحازة دائماً وأبداً لاسمى قضية في الوجود، قضية الطبقة العاملة الكادحة، قائدة الثورة وصانعة التاريخ والمستقبل الاجمل.
فؤاد سالم قامة غنائية وموسيقية شامخة وايقونة الفن الغنائي العراقي الحديث، غنى فأجاد واطرب واثار الاعجاب والتقدير، انه صوت غنائي مخملي حنون طالما يجود الزمان بمثله. فوداعاً يا نخلة العراق الباسقة، وستظل اغانيك تتردد في سماء الوطن، وسيبقى اسمك تاجاً ودراً محفوراً في صفحات التاريخ الغنائي العراقي والعربي، وسلاماً على روحك.
الله يرحمك أيها الفنان القدير والكبير فؤاد سالم ، فقد كان فؤاد سالم من كبار وعمالقة الفن العراقي الأصيل حيث تميز بصوته الشجي وأدائه المميز ، وغنى العديد من اغاني التراث والفولكلور العراقي ومن بين هذه الأغاني اغنية يا عشقنا التي شكل فيها ثنائي رائع مع شوقية العطار،.
وانا لله وانا اليه راجعون
الله يرحمه ولاكن تفكيرك غريب. تتكلم عن الشيوعين على انهم اصحاب الفكر التقدمي المتنور. والحكام والحكم العربي اجمع على انهم ارهابيين. اما ذكرك في السابق عن الاسلام والمسلمين على انهم تكفيرييين وارهابيين واستبدادين ورجعيين. ليس كل من لا يتفق مع مبادئك او ارائك. توصفه بكل الصفات التي ذكرتها وحتى زياده