الحركة الاسلامية تهب لنجدة القرى المنكوبة في النقب
تاريخ النشر: 23/12/13 | 3:30تشهد القرى والتجمعات والمضارب في النقب في هذه الايام حملة اغاثة غير مسبوقة تقوم عليها الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني عبر مؤسسة النقب للأرض والانسان لإغاثة القرى والتجمعات المنكوبة في النقب جراء العاصفة الجوية التي اجتاحت البلاد مؤخرا وخلفت دمارا كبيرا واضرارا واسعة النطاق لا سيما في القرى والتجمعات غير المعترف بها، حيث كشفت العاصفة الجوية حجم تقصير الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة والتي ترفض الاعتراف بتلك القرى ومدها بسبل الحياة ومقومات المعيشة مما حدا بالرياح وسوء الاحوال الجوية ان تعصف بالبيوت المكونة من الخيام والزينكو حيث تطايرت العديد من البيوت بفعل الرياح وتركت خلفها عائلات تحت العراء يفترشون الارض ويلتحفون السماء!!!
كما تسببت الامطار الغزيرة بتدفق الفيضانات في الاودية الامر الذي ادى شل حركة آلاف السكان من هذه القرى وانقطاعهم بشكل تام عن العالم الخارجي وتفاقمت حالة السكان الانسانية في ظل انعدام المياه والكهرباء وسبل التدفئة علما ان نحو 45 قرية في النقب محرومة من استخدام التيار الكهربائي بسبب اصرار الحكومات الاسرائيلية وتعنتها بمنع توصيل الكهرباء لتلك القرى مما حدا بالأهل تركيب الطاقات الشمسية على حسابهم الخاص وخلال هذه العاصفة تطايرت المئات من الطاقات الشمسية الامر الذي زاد من معاناة اصحاب القرى واثقل على كاهلهم المصاريف المادية.
نخوة وشهامة
وخلال اليوم الاول من العاصفة التي اجتاحت النقب ومع الاحصاء الاولي لخسائر الاحوال الجوية كان الرد السريع من الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني حيث اعلنت عن حملة اغاثة مستعجلة وطارئة للنقب بالتوازي مع حملة الاغاثة للاجئين السوريين والاهل غزة المحاصرين وبالفعل بدأت مؤسسة النقب للأرض والانسان ومؤسسة لجنة الاغاثة الانسانية للعون في النقب بتنفيذ مشاريع الاغاثة على ارض الواقع، وما ان اعلنت مؤسسة النقب للأرض والانسان عن استقبال طلبات المساعدة من القرى حتى توافد المئات من اهالي النقب لمكاتب مؤسسة النقب للأرض والانسان في بئر السبع وحوره والى مكتب مؤسسة الاغاثة الانسانية للعون في مدينة رهط.
وافادنا الشيخ احمد السيد مدير مؤسسة النقب للأرض والانسان انه وفي اعقاب الاعلان عن الحملة شهدت مكاتب مؤسسة النقب اقبالا كبيرا وغير مسبوق من الاهالي اللذين يطالبون بالوقوف الى جانبهم ومساعدتهم في محنتهم جراء العاصفة الأخيرة.
شاحنات من ام الفحم وشفاعمرو وبيت صفافه
هذا وبلغت حملة الاغاثة للنقب حتى كتابة هذه السطور ثلاث شاحنات محملة بالمساعدات الانسانية من ملابس وبطانيات ومواد غذائية وسبل تدفئة اولى هذه الشاحنات وصلت الى النقب قادمة من مدينة العطاء والخير ام الفحم حيث اصر اهالي المدينة على اغاثة اهلهم في النقب وكانت الشاحنه مليئة بالمعونات ليسطر الاهل في ام الفحم نموذجا اخرا من العطاء والسخاء والوقوف الى جانب ابناء دينهم وشعبهم في هذه المحنه وما اروع ما قاله الشيخ ابو شريف مسؤول مشروع صون النعمه في ام الفحم: "جئنا اليوم لنسعف اهلنا من اصحاب البيوت المحتاجة في النقب وقد لاقينا تجاوبا كبيرا وتعاطفا من اهلنا في ام الفحم وهذا جهد المقل ونامل ان نعين اهلنا في النقب على الصمود والثبات".
وافادنا الاستاذ رائد بدر مدير مؤسسة الاغاثة الانسانية للعون انه وبالإضافة الى شاحنة ام الفحم هناك شاحنتين احداهما من مدينة شفاعمرو محملة بالأغطية والملابس واخرى من بيت صفافا من القدس الشريف قاموا على حمولة شاحنة من البطانيات والدفايات خصيصا لاهلنا في القرى غير المعترف بها في النقب كما قاموا بجمع مبلغ كريم من المال نصرة لاهل النقب الصامدين.
واضاف بدر: "هذا اول الغيث واهلنا في النقب يستحقون منا الاكثر فهم يسطرون تاريخا من الصمود والثبات ونحن معهم بكل ما هو مستطاع "
صيانة وبناء عشرات البيوت
لم تقتصر حملة الاغاثة للنقب على توفير الملابس والمواد الغذائية والبطانيات بل سعت مؤسسة النقب للارض والانسان على حملة واسعة النطاق لصيانة واعادة بناء البيوت التي تطايرت بفعل العاصفة الجوية.
وافادنا الاستاذ صالح ابو سعد رئيس مؤسسة النقب للارض والانسان ان الحملة في اوجها وان مؤسسة النقب للارض والانسان تعمل على مدار الساعة لتقديم المساعدات للمتضررين من العاصفة واكد ان المؤسسة ماضية في هذا المشروع وطالب المتضررين من الاهل في النقب التواصل مع مؤسسة النقب للأرض والانسان حتى نتمكن من تقديم المعونات الازمة.
واضاف: "تمكنا بحمد الله حتى الان من صيانة وبناء العديد من البيوت المتضررة جراء الاحوال الجوية ونحن ندرك ان الضرر كبير وان حاجة اهلنا في النقب تفوق امكانياتنا وقدراتنا لكننا بحمد الله تعالى ثم بجهود الأخوة الميسورين واصحاب القلوب الرحيمة نجتهد ان نتواصل مع كافة القرى ونلبي كافة الطلبات بالقدر المستطاع".
الشيخ اسامه العقبي: "جزاكم الله خيرا على هذا العطاء"
من جهته وجه الشيخ اسامه العقبي مسؤول الحركة الاسلامية في النقب الشكر لكافة الاهل في الداخل الفلسطيني والاهل الافاضل في القدس الشريف على وقفتهم الكريمة في اغاثة القرى المنكوبة في النقب وقال: "نقول امام هذه المشاهد الكريمة من العطاء والسخاء جزى الله خير الجزاء كل من وقف الى جانب اهلنا في النقب ونشكر مؤسسة الاغاثة الانسانية للعون ومؤسسة النقب للأرض والانسان وكافة الأخوة العاملين والمندوبين والمشايخ الافاضل خطباء المساجد وكل من ساهم ويساهم في هذه الحملة المباركة والتي تركت اثارها الطيبة في نفوس اهلنا كيف لا وقد خففت من مصابهم وفرجت كربهم واعانت المحتاجين ووقفت الى جانب المتضررين".
كل الاحترام