كوني لأكون

كما المطرُ الأول
والولادة الأولى
كما التئام العناق الأول
وانجذابِ الوقتِ لنبضِ السّاعة
كحبّة القمحِ
التي ترقصُ وترفضُ الإنصياع
لنوتاتِ الأرضِ الموشومةِ بالفراق
كانت هي ودفترها العتيق
والذكرياتُ تعبثُ بكلّ سطرٍ وقافية
ما الذي ينتظرها؟
كيف تقتلُ شبحَ الماضي؟
وهل تموتُ الأشباح
في ميناء البدايات؟
هناكَ امواجُ صنوبر
موسيقى بلونِ دمها
جسدها النحيلُ
قلمٌ يروي هشاشة التفاصيل
وشفقٌ ينادي عليها اقتربي
كوني القلبَ والمرساةَ والملقى
كوني العمرَ والشطآنَ والفوضى
صمتكِ وضجيجِ الأنفاس
وجع عمري المكابر
تنهّدي وخدّك على صدرِ البَوح
ألتفُّ حولهُ عقدًا من نبض الروح
والروحُ مرساة الحبر
واستقامة المعنى
ما للغموضِ مكانٌ ها هنا
ليسقط من غيمِ الكون
كل شيءٍ سوى عينيكِ وأنا
تجوالي في عينيكِ
وداعُ الوقتِ والوقعِ والواقعِ
دحرجةُ الأسرار والأسوار والإبحارُ
في الحلمُ الساكن على ضفةِ القلب
اقتربي ولا تخافي الحُب
الحبّ والشعرِ مزيجٌ من جنونٍ وهذيان
فكوني ما شئتِ
قبلَ أن يغادرَ الطيرُ الآت
من الأفقِ العاصفِ
والغزلِ الراجف

معالي مصاروة