تأثير حالة المرأة النفسية على الأسرة
تاريخ النشر: 19/07/11 | 4:26الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأهم، وهي الحضن للأطفال والسكن للزوج والملاذ الآمن والغطاء الواقي والحضن الدافئ للجميع، وفي قلب هذا الكيان الدافئ الحنون نجد الأم، فهي في مركز الدائرة الحنونة والراعية وبدونها لا تكون هناك أسرة، وبغيابها تغيب مصطلحات الحب والحنان والدفء والرعاية، ولذلك إذا حدث اضطراب نفسي لأي فرد من أفراد الأسرة فإن المرأة تتحمل العبء الأكبر وتشكل الخط الأول والأساسي للرعاية والاحتواء.
ولكن المصيبة والكارثة الأكبر تقع حين تتزلزل الأم ويتصدع بنيانها، أي حين تصاب بمرض نفسي فهنا يهتز المركز و يصبح البنيان الأسري بأكمله معرضا للتناثر حيث إن القوة الضامة الرابطة ممثلة في الأم قد اهتزت. فكيف نتخيل حال الأسرة وقد أصيبت الأم بالفصام(الشيزوفرينيا) واضطربت بصيرتها واختل حكمها على الأمور وتشوه إدراكها, كيف وهى في هذه الحالة تقوم بإدارة بيتها ورعاية زوجها وأطفالها؟. أو كيف نتخيل حال الأسرة وقد أصيبت الأم بالاكتئاب الذي يجعلها عاجزة عن فعل أي شيء لنفسها فضلا عن غيرها, ويجعلها كارهة كل شيء حتى نفسها وأطفالها وزوجها بعد أن كانت هي منبع الحب والحنان. ولذلك فإصابة الأم بالمرض النفسي يعتبر بكل المقاييس كارثة متعددة الأبعاد تستدعي رعايتها في المقام الأول وبسرعة وفاعلية مع رعاية أفراد أسرتها الذين افتقدوا قلب الأم وروحها ويدها الحانية.
المراه المعنّفة:
والقصد بذلك العنف بنوعيه: الظاهر والسلبي, فما زالت نسبة كبيرة من النساء حتى في الدول المتقدمة( 50-70%) يتعرضن للضرب من أزواجهن بدرجات مختلفة يصل بعضها إلى الموت أحيانا, هذا بالإضافة إلى العنف السلبي الأكثر انتشارا والمتمثل في الإهمال والتجاهل والتحقير والإلغاء والقهر والاستعباد والعناد والمكايدة من جانب الزوج، وهذا العنف السلبي يكمن وراء الكثير من الاضطرابات النفسجسمية واضطرابات الجسدنة لدى المرأة.
وحين نعود إلى تراثنا الديني في هذه المسألة نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تضربوا إماء الله” فجاء عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:” ذئرن النساء على أزواجهن” (أي نشزن واجترأن على الرجال).. فرخص في ضربهن, فأطاف بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن فقال:”لقد أطاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن, ليس أولئك بخياركم” ( رواه أبو داوود بإسناد صحيح ).
ولو تأملنا هذا الحديث جيدا لوجدنا أن القاعدة فيه هي عدم ضرب النساء “لا تضربوا إماء الله”, ولكن لما اشتكى سيدنا عمر بن الخطاب من تمرد بعض الزوجات رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضرب كضرورة لإصلاح بعض النفوس في حال نشوزها (وهذا وارد في النساء وفى الرجال), فاستغل بعض الرجال ذلك ووسعوا الرخصة والضرورة فأساءوا بذلك لهذه الرخصة, فنبههم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العودة إلى الاعتدال وإلى أن الخيرية تقاس بمدى إحسان الرجل لزوجته. ولم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب أحدا من زوجاته, وهو صلى الله عليه وسلم يستنكر في حديثه الذي ورد في الصحيحين ضرب الرجل لزوجته وكيفية الجمع بين ذلك وبين العلاقة الحميمية بينهما فيقول:” أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد, يضربها أول النهار ثم يجامعها آخره”.
المرأة في القرآن والسنة:
وفيما يلي نورد بإيجاز شديد وضع المرأة في القرآن والسنة بما يحتمله حجم هذه الدراسة وأهدافها:
قال تعالى:
“يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها”
“ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”
“وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيراً”
“الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم”
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء ”
“لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر”
” أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم”
“حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة “