سؤال في الإعراب
تاريخ النشر: 23/10/16 | 8:44طالب: سألت عن لفظين يرِدان في تأكيد العرب الفصحاء، وفيما هو نوع من القسم، حيث أن المعنى هو قسم بالعمر أو بالبقاء أو التعمير.
العَمْر والعُمر بمعنى واحد وهو الحياة التي يحياها المرء، وقد سمي الرجل عَمْرًا تفاؤلاً بأن يبقى.
عند القسم نفتح العين (عَمْر) ولا نضمها، فنقول: لَعَمرُكَ ولَعَمري ولَعَمْر أبيك …إلخ
لَعَمْرُك: اللام حرف للابتداء مبني على الفتح، وعلى ذلك ذهب معظم النحْويين، منهم
أبو حيّان الأندلسي في (البحر المحيط) ، و شرح الأشموني لألفية ابن مالك، وأجد هذا الإعراب كذلك في كتاب محي الدّين الدرويش-) إعراب القرآن و بيانه- إعراب الآية 72 من سورة الحِجر).
ثمة قلة يعربونها لام القسم، بدعوى أن هناك جملة قسم قد سبقتها.
انظر (معجم الإعراب والإملاء) لإميل يعقوب، ص 372.
نواصل الإعراب:
عمْر: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، والكاف ضمير مضاف إليه في محل جر.
وخبر المبتدأ محذوف وجوبًا تقديره “قسمي” أو “ما أحلف به”. (سبب الحذف يعود إلى الخشية من أن يظن ظانّ أن جملة “ما أحلف به” مثلاً- هي جوابًا للقسم).
قال تعالى:
{ لَعَمْرُك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}- الحِجر، 72، فالجملة الأسمية “إنهم …… يعمهون” هي جملة جواب القسم، ولا محل لها في الإعراب.
عمْرَك الله:
“عَمْرَ” تكون هنا بمعنى بقاء الله، فكأنك تقول- أحلف ببقاء الله، ومنهم من شرحها- عبادتك لله، أو بتعميرك الله أي بإقرارك له بالبقاء.
هناك رأيان في إعرابها:
1- “عمرَ”- مفعول به ثان مقدّم للفعل – أسأل.
اللهَ: لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة (المفعول الأول).
انظر:
(المعجم المفصل في اللغة والأدب)- ميشيل عاصي وإميل يعقوب، ج2، ص 892.
2- “عَمْر”- مصدر منصوب بفعل محذوف وجوبًا تقديره (أسأل أو أعمّر بمعنى أسأل التعمير)، ففي شرح قول المتنبي:
عمرَك الله هل رأيت بدورًا … قبلها في براقعٍ وعقود
ورد هذا في (شرح ديوان المتنبي)- البرقوقي، ج2، ص 39 ، وهو ما يلي:
“قوله عمرك الله- قال العُكبري نقلاً عن الجوهري صاحب الصحاح- وكثيرًا ما يعتمد عليه- هو مصدر، يقال: أطال الله عُمرَك، وعَمرَك (بالضم والفتح) وهما وإن كانا مصدرين بمعنى، إلا أنه استعمل أحدهما في القسم، وهو المفتوح، فإذا أدخلت عليه اللام رفعته بالابتداء، قلت: لعمرُ الله، واللام لتوكيد الابتداء، والخبر محذوف، والتقدير: لعمر الله قسمي.
فإن لم يأت باللام نصبته نصب المصادر، وقلت: عمرَ الله ما فعلت كذا، وعمرَك الله ما فعلت كذا.
معنى: لعمرُ الله، وعمرَ الله: أحلف ببقاء الله ودوامه.
وإذا قلت: عمرَك اللهَ فكأنك قلت بتعميرك الله، أي بإقرارك له بالبقاء.
وقول عمر بن أبي ربيعة:
أيها المُنكِحُ الثريّا سهيلا
عمرَكَ اللهَ كيف يلتقيان
يريد سألت الله أن يطيل عمرك، لأنه لم يرد القسم بذلك، وسهيل: تورية، وكذلك: الثريا وهما رجل وامرأة، ولم يرد النجمين، وهو في قول أبي الطيب مصدر، معناه سألت الله أن يعمرك تعميرًا.”
ب. فاروق مواسي