تحية الى نساء عين ابراهيم ..!

تاريخ النشر: 19/07/11 | 8:26

في الأسبوع الفائت بادرت مجموعة من نساء حي عين ابراهيم الفحماوي الى تنظيم يوم عمل تطوعي، وقمن مع اطفالهن بازالة اكوام النفايات والاعشاب البرية من الحديقة العامة وسط الحي، وذلك كبادرة طيبة وحميدة لنشر وتعميق قيم التطوع والانتماء، وانطلاقاً من قناعة راسخة مفادها “ما حك جلدك غير ظفرك”.

فرحم اللـه أيام العمل التطوعي حين كانت القوى السياسية والوطنية والاوساط الشعبية والقطاعات الشبابية تتبارى وتتسابق في ميدان العمل التطوعي من خلال مخيمات العمل التطوعي واعراس العمل والكدح والتضحية، التي انطلقت شرارتها الاولى من القلعة الوطنية ـ الناصرة، بعد انتصار جبهة الناصرة الديمقراطية برئاسة المناضل الخالد وطيب الذكر توفيق زياد سنة 1976، حيث شكلت هذه المخيمات في فصل الصيف اعراساً كفاحية ووطنية وثقافية وفنية لنشر ثقافة التطوع والفن الملتزم والابداع الاصيل، وكانت تظاهرات سياسية ضد سياسة التمييز والقهر والاجحاف والاهمال والحرمان وشح الميزانيات.

وكانت هذه المخيمات تستقطب الشباب والفتيات على حد سواء، وكان المتطوعون يصلون الليل بالنهار على اساس ان الشوارع والساحات والحدائق هي عامة للجميع، وصيانتها والحفاظ عليها هو واجب اخلاقي وانساني ووطني بالدرجة الاولى.

في الماضي كان العمل التطوعي عبارة عن ايمان عقائدي وفكري، وأحد مكونات فلسفة اليسار بكل اطيافه والوانه، المجتمعية، وبفضل الاعمال التطوعية التي تبغي خدمة المجتمع وتطوره وازدهاره ونهوضه، كانت شوارع وساحات وارصفة قرانا ومدننا نظيفة وانيقة وتحيط بها الازهار واشجار الزينة. بينما اليوم غدت اكوام الزبالة مظهراً عاماً في شوارعنا وحدائقنا ومتنزهاتنا العامة، وما على المواطن الفحماوي الا القيام بزيارة متنزه “اسكندر” او متنزه “سويسة” للتأكد من صحة قولي هذا.

لقد تراجعت قيم العمل التطوعي في حياتنا الى حد الاندثار والتلاشي، وذلك نتيجة ثقافة العولمة واللهاث وراء المال والثراء، والانغماس في الحياة الاستهلاكية، والبحث عن المصلحة الشخصية والمنفعة الذاتية الفردية، وبتنا نتوق الى تلك الأيام الجميلة البسيطة، حين كان الناس يأتون زرافات وبايديهم “باكيتات السلفانا”للمشاركة في تحضير الباطون لصب سقوف الدور حديثة الانشاء، وكذلك قطف الزيتون وجني المحاصيل من الحقول ..!

فتحية من القلب الى نساء حي عين ابراهيم ،ونشد على أيديهن ونثمن عالياً مبادرتهن التطوعية وما قمن به من عمل جبار ومشكور يعمق قيم التطوع ويؤصل لثقافة النظافة واهمية الحفاظ على البيئة. ومزيداً من المبادرات الاجتماعية والشعبية بهدف تنشيط الجهود التطوعية واعادة الاعتبار والانتشار لقيم العمل التطوعي.

بقلم شاكر فريد حسن

‫3 تعليقات

  1. حياك الباري اخي شاكر وجمل ايامك بالسعادة والعطاء.

    تحية محبة واعتزاز الى نساء عين ابراهيم..فعالية هادفة وقيمة…

    في مجتمعنا هناك الكثير من الفعاليات الجماهيرية التطوعية..وهي محط فخر واعتزاز

    للجميع…قسم كبير منها تتم بدون اعلان..

  2. أن القيم الأصيلة ذات الجذور العميقة متأصلة في قلوبنا وفي نفوسنا جميعا رجالا ونساء شيبا وشبانا ، قديكون قد غفل عنها البعض مؤقتا ، ولكن كل عمل بحاجة الى تذكير ولو قليلا حتى يستفيق الغافل من غفلته .انني احيى جميع النساء العاملات اللواتي يقدمن كل حسب أمكانياتها وقدراتها خاصة من تقديم مساعدات من بذل وعطاء من أجل تقديم البلاد ، أخص بالذكر النساء المتطوعات في بلدهن عين أبراهيم .وألف تحية.

  3. اعقب على ما نشرة الاخ ابو سمير يقول قديكون غفل عنا البعض اقول لك قد ذكرها البعض .

    واقل لكاتب المقال لقد ذكرتة ايام زمان يااخي يرحم زمان وايام زمان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة