عتاب برائحة امرأة

كانتْ تُعاتبني تلك المرأة ذات مساءٍ باردٍ على تأخُّري عليها، رغم أنّ عطرَها كان يجذبني، إلا أنّني هربتُ منها، على الرغم من أنّها ظلت تحاورني في أُمورِ صداقتنا الغريبة، فهي امرأة جذّابة لدرجةِ الجنونِ تعرّفتُ عليها ذات يومٍ بالصّدفة، بينما كنّا مسافرين في القطار.
تعمّقتْ صداقتُنا لدرجةِ أنّها كانتْ تطاردني في مناماتي، رغم أنّني كُنتُ منذ البدايةِ معها لطيفاً، ولم أتمادى على الاقترابِ مِنها، رغم روائحها المُنبعثة منها والتي قيّدتني بها، فهي كانتْ تفضّلُ العطورَ الباهظة الثّمن، لدرجةِ أنّني أهديتها عطراً فاخراً في عيدِ ميلادها قبل شهورٍ..
في ذاك المساءِ الباردِ دنتْ منّي وراحتْ تُعاتبني، لأنّني تأخّرتُ عليها لدقائقٍ معدودة، رغم أنّني أوضحتُ لها بأنّ تأخّري لم يكنْ مُتعمّداً، وقلت لها لقدْ علقتُ بأزمة سيْرٍ خانقة، لكنّها لمْ تصدّقني وظلّتْ تُعاتبني بكلماتٍ قاسية، لكنّني كنتُ أشعر بنظراتِها المُتودّدة صوبي، فعطرُها جعلني أفرُّ عنوة من الغرفةِ، لكنّ عطرها ظلّ عالقاً بملابسي، وحينما وصلتُ إلى بيت أُمّي عرفتْ بأنّني كنتُ مع أنثى، فقلتُ لها إنّها مجرد صديقة تغارُ عليّ، لأنّها على ما يبدو بدأتْ تقع في حُبّي، فابتسمتْ أُمّي وقالتْ في عينيكَ أرى الحُبَّ جلياً، فرددتُ عليها لربما، لأنّ عطرَها يجذبني، لكنّها اليوم عاتبتني برائحةِ عطرِها النّفاذ، ولمْ أستطع إغضابها، ولهذا أنا هنا، فعتابُها اليوم كان قويّاً برائحةٍ جعلتني أُقدّر الرّوائح المجنونة فهذا أول عتاب لي منها برائحة عطر من امرأة تغار عليّ..
عطا الله شاهين