سوريا: اشتباكات عنيفة في حلب بعد انتهاء الهدنة
تاريخ النشر: 24/10/16 | 8:27أفادت تقارير باندلاع اشتباكات عنيفة في مدينة حلب المحاصرة بعد انتهاء هدنة مدتها ثلاثة أيام السبت. وكانت روسيا، التي تشن غارات جوية على حلب دعما للقوات الحكومية السورية، قد أعلنت هدنة أحادية الجانب الأسبوع الماضي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن الغارات الجوية والقتال تجددت ليل السبت. ويأتي هذا في الوقت الذي تزيد فيه المخاوف من عدم وصول المعونات الإنسانية إلى المدينة في فترة الهدنة. وقال المرصد إن “الهجمات استهدفت نقاطا رئيسية في الجبهة في حلب السبت، مع نشوب اشتباكات كثيفة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في المناطق الشرقية للمدينة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة”.
وقال إسماعيل العبد الله، الذي يعمل مع جماعات الدفاع المدني وتعرف باسم “الخوذ البيضاء”، لبي بي سي إنه شهد تفجيرات على الخطوط الأمامية للقتال وقناصين في الساعات التي تلت انتهاء وقف اطلاق النار. ويوم الجمعة قالت الأمم المتحدة إن قلة الضمانات الأمنية أجبرها على إرجاء خطط لعملية إجلاء المصابين والمرضى من المدينة المحاصرة. وبينما تدعو الحكومتان السورية والروسية سكان حلب إلى مغادرتها عبر ممرات إنسانية، قالت جماعة إنه لم يكن في مقدرة الكثيرين ذلك. وقال زكريا ملحفجي، وهو مسؤول في جماعة “فاستقم” المعارضة المسلحة، لرويترز “لم يغادر أحد عبر الممرات الإنسانية”.
وأضاف “العدد الضئيل الذي حاول المغادرة عبر الممرات الإنسانية، وُوجه بالقصف حول الممر ولم يستطع المغادرة”. وتعرضت حلب، التي كانت ثاني أكبر مدن سوريا ومركزها التجاري والصناعي، للدمار جراء القتال منذ 2012. والمدينة منقسمة إلى نصفين، حيث تسيطر القوات الحكومية على الشطر الغربي للمدينة وتسيطر المعارضة المسلحة على الشطر الشرقي. وفي بداية سبتمبر قطعت القوات الحكومية السورية وميليشيات مدعومة من إيران الطريق الأخير للمعارضة المسلحة إلى شرق المدينة، مما أدى إلى حصار سكان شرق المدينة البالغ عددهم 275 ألفا. وبعد أسبوعين، بعد انهيار هدنة في سائر أرجاء البلاد كانت قد تمت بوساطة أمريكية وروسية، شنت الحكومة السورية هجوما بريا لاستعادة السيطرة على المدينة، مصحوبة بقصف جوي على مدى وكثافة غير مسبوقين
وفي جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف يوم الجمعة، حذر زياد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة من أن “جرائم على مقايس تاريخية” ترتكب في حلب وفي غيرها من مدن سوريا. وقال الحسين “مدينة حلب العريقة، مدينة ذات جمال وحضارة تعود لآلاف السنين، أصبحت الآن مكانا للمذابح، مركزا للألم والخوف، تحاصر فيه جثث الأطفال الهامدة أسفل حطام المباني وتقصف فيه النساء الحوامل عمدا”.