حينما تعثّرتُ بامرأة متسولة
تاريخ النشر: 24/10/16 | 14:35لمْ أكنْ أعلم في ذاك الصباح السيبيري البارد بأنني سأتعثر بامرأة بمتسوّلةٍ، بينما كنتُ متوجها إلى الجامعة، مع العلم بأنني تأخرت عن المحاضرة، وكنتُ أعلم بأن المعلمة الجميلة المعجبة بي ستغفر لي مثل كل مرة، وبينما كنت أخطو بخطوات سريعة تفاجأت بامرأة متسولة لها قوام ساحر اعترضت طريقي وقالتْ: ساعدني، فقلت لها أعذريني لا أملك إلا أجرة المترو، لكنها ظلت تتبعني حتى أنها دخلت معي إلى داخل عربة المترو وقامت بالجلوس بجانبي، وهمستُ لها أيعقل بامرأة مثلك جميلة وتعمل متسولة، سأجنّ لأنكِ تعملين متسولة، فأنت تستطيعين العمل في عملٍ شريف، فردت أتدري أيها الشاب الوسيم لقد بحثتُ عن عمل، لكن كل أصحاب الشركات كانوا يساوموني على جسدي الساحر، ولهذا كنت أرفض طلبهم، ولهذا تراني أعمل متسولة، رغما عني، فحزنت عليها، وقلت لها سأساعدكِ، ولكن الآن أنا سأذهب إلى الجامعة، وبعد الظهر سأشغلك في مطعم صديقي، ففرحتْ كثيرا وظلّتْ تنتظرني على باب الجامعة، وطيلة مدة انتظارها لم تكن تطلب من أحدٍ أي مبلغ من المال، حتى أنها كانت تعيد النقود لمن كان يعطيها، فاعتقد البعض من المارّة بأنها مجنونة، وحينما خرجتُ وجدتها تنتظرني فأخذتها إلى مطعم يعود لصديقي وقلتُ له دع هذا المرأة تعمل لديكّ، وفي اليوم التالي رأيتها ووانبهرت من جمّالها وأناقة لبسها فكانت أجمل من يوم أمس، وحينما شاهدتني شكرتني، وقالت لقد أنقذتني أيها الشاب الوسيم من عذابي، لن أنسى معروفكَ معي، فقلت لها: حينما رأيتُ قوامك الجميل ووجهك الساحر جنّ جنوني وقلت لها: حرام امرأة مثلك ساحرة الجمّال أن تكون متسولة في الطرقات فابتسمتْ لكنها فرت من المدينة بعد مرور شهر على عملها، ولم أدر ما السبب…
عطا الله شاهين