ب. مروان دويري ضيف ثانوية إبن رشد كفركنا

ضمن فعاليات التربية الاجتماعية اللامنهجية في ثانوية ابن رشد في كفركنا، تمّت استضافة البروفسور مروان دويري خبير علم النفس العلاجي التربوي في ندوة بعنوان كيف نواجه الضغوط ونكون مرتاحين. هذه المرة تم إشراك الطلاب والأهالي والمربيات ضمن فعالية واحدة، احتضنتها المكتبة العامة في جبل سيخ.في محاضرته حول عوامل وأعراض الضغط وسبل مواجهته قال دويري إن ردود البشر على حالات الضغط ثلاثة أنماط تشبه سلوك السردين(الهروب من المشكلة والمواجهة)والقرش(الانقضاض ع الاخر وتفريغ الغضب فيه وعليه) وسلوك الدولفين الذي يعالج الضغط بالمواجهة والمناورة بنفس الوقت.

وشدد دويري على خطورة الضغط من ناحية ضرب جهاز المناعة في الجسم لدرجة الموت. وتابع:”الضغط ليس قدرا وهو ليس نتيجة ظروف خارجية انما تتعلق بطريقة المواجهة وهناك عدة طرق لخفض منسوب التوتر منها ممارسة الانسان سيادته على نفسه لا ع الظروف .. ورؤية المشكلة بحجمها الطبيعي والتذكر ان الحياة فيها الحلو والمر والخير والشر وغيرها من التناقضات”. ولفت دويري لضرورة تحمل المسؤولية الذاتية بدلا من إلقائها على الآخر مقدما أمثلة على ذلك كالقول : ” قطعني الباص ” بدلا من الاعتراف بالتأخر عن المواعيد أو ” الأواعي صغرت علي ” بدلا من الاعتراف بأنك قد سمنت أو ” ابني عصبنني فضربته ” أو ” الزوجة عصبنتني ” ” سقطني المعلم في الامتحان ” بدلا من أنني رسبت بالامتحان. مشددا على ضرورة النظر للمشكلة بحجمها تحاشيا للضغط فالرسوب بالامتحان ليس حدثا عظيما أو نهاية العالم فهو تجربة يمكن أن ترسب فيها ولكن بمقدورك تكرار التجربة والنجاح لاحقا. وتابع ” ليس كل ما يحدث معك هي الظروف فالسؤال ما تفعل أنت مع هذه الظروف ومع سيادتك على نفسك فسعادتنا أو تعاستنا ليست بيد الآخرين بل بيدك فالآخر مع احترامنا له هو إنسان ولا يجوز أن يتحول كلامه حولك لشيء مقدس فتهتز إذا انتقدك مثلا . حينما يقول لك أحدهم مثلا ” أنت عنيد ” فهو يحاول بذلك السيطرة عليك ولننتبه أنه هو عنيد أيضا . الآخر بكثير من الأحيان بكلامه عنك يعبر عن نفسه. لذا كن أنت .. كن ذاتك. لا تنسى أن الآخر هو إنسان مثلك وليس عملاقا فلا تتأثر بما يقوله. لكل مشكلة حل وبمقدورك أن تعيش معها بلا حل.

يشار أن الأغلبية الساحقة من المشاركين بالندوة كانوا من النساء، وحضر مدير المدرسة المربي يوسف أمارة مع عدد كبير من المربيات. وردا على سؤال، اعتبر دويري أنّ اقبال النساء الكبير هنا وبمحاضرات مشابهة تدل على تواصل النساء مع مشاعرهن والاعتراف بضرورة التعامل معها ومعالجتها بعكس الرجال الذين يميلون للمكابرة والانكار والانشغال بالامور العملية البعيدة عن العواطف”. هذا، وشكرت مركزة التربية الاجتماعية في ثانوية ابن رشد، رائدة خميس عواودة، البروفسور دويري وكل من ساهم بتنظيم الندوة، وخصت زميلاتها المربيات في المدرسة والاخوات والاخوة في قسم المعارف في المجلس المحلي والمكتبة العامة، وقدمت هي ومدير المدرسة يوسف أمارة هدية تقديرية للأستاذ دويري واعدة بأن تواصل ترتيب فعاليات إثراء ثقافي واجتماعي في المدرسة والبلدة.