أربع عقوبات لمن يعق والديه
تاريخ النشر: 28/10/16 | 0:32جُبلت الفطرة السليمة على حب الوالدين والوفاء لهما وبرهما، ولكن هناك بعض من ضلوا عن هذه الفطرة وخالفوها فعقوا آبائهم وأمهاتهم، فأصبحوا بذلك مستحقين للعنة الله، لأنهم ارتكبوا كبيرة من الكبائر.
يقول النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله للصحابة الكرام: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا؟ قلنا بلى يا رسول اللَّه قال الإشراك باللَّه وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: “ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور”، يقول الصحابة: فما زال يقولها حتى قلنا ليته سكت. فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عقوق الوالدين من الكبائر بعد الإشراك بالله سبحانه وتعالى. والعاق لوالديه مستحق لعقاب الله في الدنيا والآخرة، بل جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “كل الذنوب يؤخر الله ما يشاء إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجل لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات”، وفي رواية ” بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق”.
وقد جاء في الحديث الشريف أن الذي يعق والديه لا يقبل الله سبحانه وتعالى عمله، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله أرأيت إذا صليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان، وأديت الزكاة، وحججت البيت فماذا لي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من فعل ذلك كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلا أن يعق والديه”، وقال كذلك: “ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله، عقوق الوالدين، والفرار من الزحف”. من عقوبة عقوق الوالدين استحقاق لعنة الله في الدنيا والآخرة، لما رواه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “لعن الله من ذبح لغير الله، ثم تولى عن مولاه، ولعن الله العاق لوالديه، ولعن الله من نقص منار الأرض”. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل عن سبعة لعنهم الله فقال: “ملعون من عق والديه”.
ومن عقوبة عقوق الوالدين أن الله يحرمه من دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها” وعد من بينهم “العاق لوالديه”. فإذا علمنا أن الفطرة السليمة تقتضي بر الوالدين ، وعلمنا أن العاق لوالديه مستحق للعنة الله وإحباط الأعمال والحرمان من دخول الجنة، كان لازامًا على المؤمنين أن يبروا آبائهم وأمهاتهم، والوفاء بحقهما أحياءًا وأمواتًا، والمكوث في خدمتهما وراحتهما، حتى ننال رضاهما ورضا الله في الدنيا والآخرة.