اختلاف اساليب الوالدين بالتربية تحدث مشاكل بين افراد العائلة
تاريخ النشر: 25/12/13 | 5:44رغم الأفكار والكتب والمحاضرات التي تتكلم بشكل مستمر عن مسألة اختلاف تربية الأب والأم لأولادهما، والسلبيات التي تنتج عن ذلك، وأفضل الطرق لتفادي هذه المشكلة، إلا أنها تبقى من أكثر المشاكل التي تحدث داخل العائلات، الأمر الهام هو أن ما يحدث في هذه الحالة أن يحكم الأب والأم عاطفتهما في محاسبة وتربية الإبن بعيداً عن العقل والمنطق، وإلا لكان الطرفان اتفقا على طريقة واحدة في التربية.
وفي معظم الحالات التي يحدث فيها اختلاف في التربية بين الأب والأم يأتي للأسباب التالية:
1- خوف الأم على ابنها من ممارسات قاسية للأب، أو خوف الأب من أن يؤدي الدلال المفرط للأم في التأثير على سلوكيات الإبن.
2- أن تكون المسألة شخصية بين الأب والأم عبر خلافات بينهما تنعكس على طريقة تربية الأولاد.
3- أن يكون هناك اختلاف واسع في الثقافة والمستوى التعليمي بين الأب والأم، ما يعكس معه اختلافاً في الأفكار والرؤى حول الكثير من القضايا الخاصة بتربية الأبناء.
4- اختلاف البيئة التي ينتمي إليها الأب والأم، كأن تكون بيئة أحدهما محافظة جداً والأخرى أكثر انفتاحاً، أو أن يكون أحدهما من مدينة تختلف عن الأخرى.
5- عدم إدراك الأب والأم أن المشكلة الأساسية تسيء لأبنائهم قبل كل شيء وأن آثارها ستبقى لسنوات طويلة في أذهان الأبناء.
6- عدم الإتفاق المسبق بين الأب والأم على طريقة معينة لتربية الأبناء، وافتقارهما لوجود حوار مشترك حول التربية.
7- غياب الوازع الديني الذي يجب أن يحضر أمام أعين الطرفين بأن التربية مسؤولية كبيرة يقع على عاتقها جيل كامل، وأن كلا منهما راعٍ ومسؤول عن رعيته، كما أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته"، وبالتالي فإن الأب والأم سيقدمان نفس الرسالة التربوية لأبنائهما وإن اختلفت الطريقة بينهما، بل على العكس قد تكون سببا في ثبات هذه الرسالة التربوية ورسوخها في ذهن الإبن".
تجنب الخلافات
الحوار والنقاش المسبق بين الآباء والأمهات هو أقرب الطرق وأسهلها لتلافي حدوث أية مشاكل من هذا النوع بين الطرفين، ولعل من المناسب جدا أن يكون هناك اتفاق مبدئي بين الأب والأم على عدم قيام أي طرف منهما بتوجيه رسالة تربوية مخالفة للرسالة التي وجهها أحدهما لتوه إلى الأبناء، خاصة أمامهم، وفي حال خطأ أحد الطرفين أو فرض عقوبة معينة أو توجيه رسالة تربوية معينة يراها الطرف الآخر خاطئة، يجب عدم لفت انتباه الطفل لذلك.
ومن ثم النقاش حول صحة وخطأ هذا التصرف في مكان آخر بعيداً عن أعين الأبناء، مع الحرص على عدم المشادات أو الإختلاف بين الطرفين أمام الأبناء، فذلك يولد لديهم إحساساً بأن الخطأ قابل لأن يكون صوابا، وأن الصواب قابل لأن يكون خطأ في ظل غياب أحد الأبوين.
ويجب مراقبة الله عز وجل في مسألة تربية الأبناء، والإتفاق مسبقا على الطرق التربوية الصحيحة والتوجهات الإسلامية الأساسية في التعامل مع الطفل، واعتبار الدين المرجع في تبيان صحة هذه الرسالة من خطأها. وفي هذه الحالة، يندر وجود مشاكل بين الزوجين حول تربية أبنائهم، ويصبح من السهل معرفة ما إذا كانت هذه الرسالة التربوية صحيحة أم خاطئة.