حب الامتلاك عند الأطفال غريزة طبيعية تحتاج للتهذيب
تاريخ النشر: 26/12/13 | 5:55حب الامتلاك مشكلة تتعرض لها كثير من الأمهات في تربيتها لأطفالها، حيث تجد طفلها يطلب كل ما يراه في أيدي الآخرين، وأحيانا يصر على أخذه، أو على الأقل الحصول على مثله.
توضح الخبيرة النفسية سهام حسن أنه لابد أن تعي الأم أن حب التملك هو غريزة طبيعية في البشر ولكنها تحتاج إلى التهذيب والتحجيم، وفي كل الأحوال تختلف المشكلة من طفل لآخر أيضا.
وتشير سهام إلى أن العلاج يبدأ بضرورة تحديد الوالدين للملكيات التي لدى طفلهما، ليعرف ما له من أشياء، وما لغيره من ممتلكات ليحترمها ولا يتعدى عليها، كذلك لابد أن يمنح الوالدان طفلهما صلاحيات التصرف في أشيائه الخاصة كيف يشاء، ويفضل أن تكون تلك الممتلكات في حجرته الخاصة أو في خزانة تخصه وحده.
تضيف الخبيرة النفسية أنه في حالة أن تعدى أحد الأخوة على ممتلكاته، وحاول أن يأخذ منها شيئًا، فمنعه الطفل، فهذا التصرف يعكس تفهمه لحدود ممتلكاته الخاصة، وإن حدث العكس وحاول هو أن يتطاول على أشياء تخص أحد أخوته ومنعه أخوه، فهنا أيضا سيتعلم درسًا عمليًا عن عدم التعدي على ممتلكات غيره أيضًا.
وتوضح سها محسن إلى أنه لابد من إشباع رغبة الطفل في الامتلاك أيضا في تملك النقود على سبيل المثال، بأن يعطيه المصروف اليومي أو الأسبوعي، على أن يوجهه لأفضل طرق الإنفاق، ويفسح له المجال لشراء بعض ما يحب من ألعاب وحلوى أو غير ذلك، فإن ذلك يعني الكثير من القيم الإيجابية بالنسبة له، حول الشعور بالملكية الخاصة والقدرة على التصرف في حدودها، كما ينمي لديه ملكات التدبير والتوفير والادخار والكرم والعطاء للغير، كما أن ذلك من شأنه أن يجعل الطفل لا يتطلع لممتلكات الآخرين.
وتنصح الخبيرة النفسية بإعطاء الطفل فرصة للادخار، وجمع بعض المال، ولكن مع ضرورة توضيح الفرق بين الادخار المحمود والشح المذموم.
كذلك لابد من توضيح المعنى الحقيقي للغنى وإبرازه في ذهن الطفل مع التلقين والتكرار، وذلك أن المندفع وراء حب التملك بدون عقل ولا روية لن يشعر بالغنى والاكتفاء مهما جمع، بل سيظل يطلب المزيد بلا حدود فهو في حقيقة الأمر فقير مع كثرة ما يملك، أما من رضي بما قسمه الله له فإن قلبه يمتلئ بالغنى والاطمئنان.
وأخيرًا تنصح سهام حسن بالحرص على غرس الصورة الصحيحة للملكية من خلال القدوة فلابد أن يرى والديه يحافظان على ممتلكات وخصوصيات الغير.