لَيلةُ سُهْد

تاريخ النشر: 01/11/16 | 0:14

الريحُ هَاجَتْ في فَزَعْ،
والبَابُ جَاهَدَ وانخَلعْ.
فاجتاحني سُهْدٌ عَتَا،
يَقْتَاتُ غَيْظي يَتّسَعْ.
جَرَّدْتُ صَبْري أدْحَرَهْ،
أضْنَى مَنامِي وابَرَعْ.
كيفَ أُداوِي هَاجِسِي ؟
ارتاحُ مِن ليلِ النَزَعْ.
رُمْتُ الكَرَى كي يَلْفُظَهْ،
فارتَدَّ يَقسُو في جَشَعْ.
طِرت إلَى غَيْبِ المَدَى،
أَهْذَى بِقَولٍ مُصْطَنَعْ.
في نارِ ضَغْني أُضْرِمَتْ،
آهِي وغَالَتْ بالوَجَعْ.
من رَدمِ مَاضٍ حَافِلٍ،
آثَرْتُ شعراً أو سَجعْ.
بِالذَّمِّ لو أَغرَقتُهُ !!!
غابَ قَليلاً وارْتَجَعْ.
الصمتُ يشكوني المَلَلْ.
والكبتُ من بُؤْسي فَقَعْ.
لا صوت آتٍ لا قدم،
والليلُ يَنعَى بالسَّمَعْ .
هل تنأى عنّي يا أرَقٌ ؟
أم أشتَكِي للمُجْتَمَعْ ؟.
البدرُ بالشَّمسِ اقتفَى،
والنَّجْمُ بالفَجْرِ هَجَعْ.
طيبُ النَّدَى قد زَفَّ لِي:
صُبْحَاً بِنَجمٍ قد زَلَعْ.
والدّيكُ صَاحَ جَاهِراً،
إهْتَلَّ حُبِّي وسَطَعْ.
لا صوت يُشنِفُ في الورى،
هَدْجُ الحَبيبةِ قد لَمَعْ.
طَلَّتْ كَبَدرٍ في الُّدُّجَى،
والسُّهْدُ يَنْأَى بالوَلَعْ.
أنْغَامُ عِشْقِي دَنْدَنَتْ،
والقلبُ للقلبِ ضَرَعْ.
العينُ أَنْشَتْ صَبْوَهَا،
والسُّهدُ للحُبِّ خشَع.
يا سُهدُ إنْ كُنتَ السَّبَبْ،
ألقَى الحَبيبَةَ تَندفع.
كالماءِ يَجْري من عَلٍ،
عَاوِدْ ومَا شِئتَ ابتَلع.
الحبُّ خَمرِي في الأَرَقْ،
إِن رُمتُهُ لن يُنْتَزَعْ.

أحمد طه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة