لماذا حدثت معجزة الإسراء والمعراج؟!
تاريخ النشر: 03/11/16 | 3:151) رجّح علماء السيرة النبوية أن الإسراء والمعراج كان بعد مرور اثني عشر عامًا من البَعثة، وهي سنوات ذاق خلالها النبي صلّى الله عليه وسلّم وصحبه الكرام ألوانًا وأصنافًا من الاضطهاد والعذاب، وهذا السبب الأول لهذه الرحلة التكريمية.
2) قمّة الأذى كانت لما فرضت قريشٌ على المسلمين سياسة المقاطعة والحصار الاقتصادي والتجويع الجماعي حتى يُسْلِموا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لهم للقتل!!
وعانى المسلمون وتألموا، وقد بلغ الجهد بهم حتى إنه كانت تُسمَع أصوات النساء والصبيان وهم يصرخون من شدَّة الألم والجوع، وحتى اضطرُّوا إلى أكل أوراق الشجر والجلود طيلة ثلاثة أعوام كاملة!
3) وما إن انتهت هذه السنون حتى تلاها عام الحزن، وقد سماه النبي صلّى الله عليه وسلّم بسبب موت أبي طالب، عمِّه وسنده، ووفاة خديجة رضي الله عنها، زوجه المساندة، فازدادت مشاعر الحزن والألم في قلب صلّى الله عليه وسلّم.
4) وازداد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غمًّا على غمٍّ حتى يئس من قريش، وخرج إلى أكبر القبائل بعد قريش وهي قبيلة ثقيف بالطائف؛ رجاء أن يستجيبوا لدعوته أو يُؤوه وينصروه على قومه، فلم يرَ ناصرًا بل قال له أحدهم: أما وجد الله أحدًا يرسله غيرك؟ وتطاولوا عليه صلّى الله عليه وسلّم، وأَغْرَوْا به سفهاءهم الذين رَمَوْهُ بالحجارة هو ومولاه زيد بن حارثة، حتى دَمِيَتْ قدمه الشريفة، وشُجَّ رأس زيد!
5) والتجأ صلّى الله عليه وسلّم إلى بستان وأخذ يدعو بالدعاء المشهور: “اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي ..”.
وهذا الدعاء يدلُّ على امتلاء قلبه حزنًا ممَّا لقي من الشدَّة، ويدلّ على مدى يقينه بأن الله سينصره مهما طال الزمان أو قصر.
وفي هذه الظروف العصيبة والمحن المتلاحقة؛ وبعد أن ضاقت به الأرض من المشركين اتَّسع له أفق السماء، وجاءت معجزة الإسراء والمعراج تثبيتًا له صلّى الله عليه وسلّم ومواساة وتكريمًا.
ما نفهمهُ من كل هذا أنّ الله سيفرجُها علينا وعلى أمّتنا إذا اتبعنا نفس خطوات الإيمان والدعوة والصبر واليقين بأن كشف الهموم والغموم والنصر قادم لا محالة من عند الله ان اتقيناهً وعدنا إلى دينه، وأحسنّا السير على نهجه.