“الحشد الإيراني” يهدد بتشويه معركة الموصل
تاريخ النشر: 29/10/16 | 14:36تحدت ميليشيات الحشد الشعبي، المدعومة من النظام الإيراني، رفض القوى المحلية في محافظة نينوى المشاركة في عملية استعادة الموصل من داعش وتردد الحكومة العراقية، ودفعت بقواتها، السبت، باتجاه المحور الغربي، الذي يعد أحد أبرز المنافذ للمدنيين الراغبين بالفرار من المدينة.
وقال قادة فصائل من الميليشيات الطائفية، في تصريحات صحفية، إن المقاتلين الذين سبق لهم أن ارتكبوا انتهاكات ضد المدنيين في معارك سابقة بالعراق، انضموا إلى المعركة عبر فتح جبهة جديدة غربي الموصل، وذلك بالتوجه إلى مدينة تلعفر الخاضعة لداعش. وكانت الهجمات السابقة تقتصر على تقدم قوات الجيش والشرطة الاتحادية والبشمركة ومقاتلي العشائر إلى مركز محافظة نينوى عبر الجنوب والشرق والشمال، قبل أن تعلن ميليشيات الحشد التوجه إلى تلعفر الواقعة إلى الغرب قرب الحدود السورية.
وبفتح الجبهة الغربية، يجد أكثر من 1.5 مدني داخل الموصل أنفسهم بين سندان استخدامهم من قبل متشددي داعش دروعا بشرية، ومطرقة الحصار الخانق من الجهات الأربع للمدينة مما يعيق إمكانية فرارهم، وهو ما تخشاه منظمات عدة وخاصة الأمم المتحدة. وبرر المتحدث باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، بدء الزحف باتجاه مدينة تلعفر الواقعة على بعد 55 كيلومترا إلى الغرب من الموصل بالقول إن الميليشيات تهدف إلى قطع أخطر خط لأنه يربط المدينة بالرقة في سوريا، ويعد بالتالي طريق الإمداد الوحيد لداعش. إلا أن تبريرات الحشد تصطدم باستراتيجية مختلفة، تتمثل بأن يقتصر دور قطع الطريق الغربي عن داعش على الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والجيش العراقي، وهو ما يسمح للمدنيين الذين ينجحون في الإفلات من المتشددين استخدام هذا المحور للفرار.
وفي هذا السياق، كان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قال، الثلاثاء الماضي، إن قطع الطريق إلى سوريا مسؤولية التحالف، الذي يوفر الدعم الجوي والبري للقوات العراقية والكردية المشاركة في معركة استعادة آخر معاقل داعش في العراق. وانتشار مسلحي الحشد من الجهة الغربية في حال نجحوا باستعادة تلعفر سيدفع بالمدنيين إلى عدم استخدامها، خوفا من تعرضهم لانتهاكات عانى منها أبناء مناطق كانت الميليشيات قد شاركت في تحريرها من التنظيم المتشدد، على غرار الرمادي والفلوجة.