مصلى ومقام" الست سكنية" بطبريا و"راحيل" اليهودية
تاريخ النشر: 25/12/13 | 7:13"الست سُكينة"؛ مصلى إسلامي يحوي مقاما لإحدى الصالحات التي يقول المؤرخون إنها ترتبط بسلالة الإمام علي كرم الله وجهه، ويقع المصلى على الضفة الغربية لبحيرة طبريا بمحاذاة مقبرة اسلامية تحمل الاسم نفسه. وتعرض مصلى ومقام الست سكينة الى عملية تهويد في وضح النهار نُسف خلالها التاريخ والحقيقة ليتحوّل أسمها من "سُكينة" المسلمة الى "راحيل اليهودية".
مؤسسة الاقصى واكبت منذ نشأتها أوضاع المصلى والمقبرة التي تحاذيه، فكانت وما زالت تقوم بأعمال تنظيف ورش لأرضيتها بمبيدات الأعشاب، كما أنها لم تدّخر جهدا في الضغط على الجهات المعنية لتجدير المقبرة من أجل الحفاظ عليها من أي خطر كونها تقع على شطري شارع رئيسي يستعمله المارة والسيارات.
وفي زيارة لوفد من مؤسسة الاقصى على رأسهم مسؤول ملف المقدسات فيها عبد المجيد اغبارية لمقبرة "الست سُكينة" أول أمس الاثنين ثبت فعلا أن انتهاكا مقصودا وقع على مساحة تقارب الـ 500م منها بعدما تجرأ القائمون على ما يسمى "قبر راحيل" بوضع أكوام كبيرة من الأتربة بداخلها، ما تسبب باخفاء بعض معالم القبور فيها، علما أن المساحة الكاملة للمقبرة تصل الى ما يقارب 17 دونما. بالاضافة الى محاولات لاقتطاع جزء من أرضها لصالح موقف خاص بسيارات الذين يزورون المقام المهوّد.
ونجح طاقم المؤسسة بالدخول الى مقام السيدة سُكينة واستطلعوا خلال ذلك كافة جنباته وشكل بنائه من الداخل، كما دخلوا الى قاعة المقام ليروا الطابع اليهودي يسيطر عليه؛ فأسفار التوراة متبعثرة في زواياه، وفي الوسط ضريح اجتمعت حوله عصبة من اليهود أخذوا يطلقون "تمتمات" تناجي جسدا مسجّى لسيدة سلبوا منها أسمها العربي والاسلامي والبسوها آخر يهودي لا يمت إليها بصلة، وفي الخارج طاولات للصلوات التلمودية وشمعدان يهودي رابض على ظهر المصلى؛ انه تهويد من كل جانب.
ويقول عبد المجيد اغبارية إن المؤسسة تمتلك المستندات والوثائق الرسمية التي تؤكد وجود مصلى في المكان قبل عشرات السنين غير أن الجهات اليهودية القائمة على المكان اليوم أًصرت على قلب الحقائق وسلب المكان والسيطرة عليه وتحويله إلى كنيس يهودي. وأضاف، ليست المرة الاولى التي أدخل بها الى المصلى، لكنها الأولى التي أرى بها حجم التزييف والتضليل الذي لحق به على يد الجهات اليهودية المسيطرة عليه.
ومضى في القول إن الحبر القائم على المكان رافقنا في جولتنا بالمصلى وقدّم لنا شروحات باطلة حول تاريخه ونفى وجود مصلى ومقام يعود لـ "الست سُكينة"، وقال: "إن ما يدعيه المسلمون من وجود قبر اسلامي غير صحيح مستندا بذلك على اتجاه القبر وطريقة الدفن، بمعنى أن المسلمون يدفنون باتجاه القبلة (الكعبة المشرفة)، ونحن ندفن باتجاه مدينة القدس".
وعلى الرغم من محاولات طمس الواقع وتهويده غير أن الحقيقة تأبى إلا أن تظل حاضرة، فما أن لبث الراف رفائيل كوهين إكمال حديثه عن يهودية المسجد وما يحويه من معالم مستحدثة حتى فتح هو بنفسه خزانة طولية وضعت فيها أسفار التوراة ليريها الى الوفد ليظهر بذلك شكل المحراب الاسلامي الذي كان يستعمل في السابق واضحا مخبّئ خلف هذه الخزانة الخشبية، وعن هذه اللحظة يقول اغبارية انه تأثر كثيرا وأصيب بالدهشة الشديدة لأنه ومنذ 15 عاما يحاول أن يرى محراب المصلى ولم يتمكن من ذلك.
ومصلى الست سكينة في طبريا ذكره الرحالة الهروي المتوفي سنة 611 هجري، ويظهر من رقم وُجد بالمكان أن الذي أمر بعمارة "مشهد الست سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب، ومشهد عبد الله بن عباس، فارس الدين البكي الساقي العادلي المنصوري نائب السلطة بالمماليك الصفدية والشقيقية والساحلية وذلك في غرة رجب 694 هجرية". وتبلغ مساحة المصلى الكلية نحو 281 مترا مربعا، وذلك يشمل المصلى وغرفتين والساحة الخارجية للمصلى.