تعدد الزوجات وتعدد العشيقات

إن الأصل بالأشياء المصنوعة هو الحياد حيث يتحكم الصانع بتوجيهها، برمجتها وتسييرها وفق البرنامج والهدف الذي وجدت من اجله، وإذا كان هذا حال الإنسان فلماذا نعترض على شريعة الخالق سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان لهدف واضح، ووضع له شرائع سماوية يمشي وفقها، واتمها بالسنن النبوية التي جاءت لتوضيح وإتمام هذه القواعد الحياتية لبناء إطار مجتمعي سليم يتلائم مع حياة هذا المخلوق، الذي لا يملك القوة على تغيير هذا الإطار الرباني، وحتى لا يملك الحق بذلك، وان اعترض وشذ عن هذا الإطار يعتبر خارجاً وعاصياً لأوامر ربه خالقه.
ومن هذه الشرائع والسنن النبوية التي تقلق راحة بعض الشرائح ” المتنورة ” في هذا المجتمع هي سنة تعدد الزوجات، ولا توفر جهداً مالياً واعلامياً في معارضتها والعمل على منعها رغم كونها شريعة سماوية وسنة نبوية واضحة الأسس والشروط
ولا أدري ما هو الدافع الذي يجعل هذه الشرائح المجتمعية بمعاداة هذه الشريعة والسنة، والتدخل بقوة لمنعها،تشويهها وتشويه من يطبقها، وكأن مجتمعنا قد انتهى من إيجاد الحلول لكل القضايا الملحّة والضرورية ليتفرغ لمحاربة سنة تعدد الزوجات.?!
لقد لفت نظري مؤخراً أقدام إحدى الجمعيات بالتعرض لشخص شيخ العراقيب الشيخ صياح الطوري ومحاولة منعه من تلقي الجائزة التي حصل عليها من المؤسسة الأمريكية وبالتنسيق مع مركز مساواة ليس، ليس إلا لأنه طبق سنة الله ورسوله وتزوج باكثر من زوجة واحدة..ووفق ما ورد في بيان إحدى الجمعيات أنه تم التوجه لجعفر فرح مدير جمعية مساواة بطلب لمنع حصول الشيخ صياح على هذه الجائزة، وان جعفر فرح بدوره قد استجاب لهذا الطلب وتم تحويل الجائزة لقرية العراقيب ولكن الشيخ صياح هو من اعتلى المنصة وتسلم الجائزة الأمر الذي أثار حفيظة المعترضات.. التي وصل بهن الأمر بمطالبة ومسائلة لجنة المتابعة بنبذ هذه القيادات وعدم التفاخر بنضالها الوطني وعدم السماح لها باعتلاء المنصات بحجة أنها تنتهك حقوق النساء حسب ادعاءهن، ولا ادري من أين استقين هذه الاتهامات وهل توجهت لهن إحدى نساء الشيخ صياح بشكوى بشان ظلمها وانتهاك حقوقها من قبل زوجها؟!
والسؤال أليس هذا التصرف يعتبر تدخلاً صارخاً في حياة الشيخ صياح الطوري وعائلته الشخصية؟
لماذا لا نترك هذه القضية للمعالجة على المستوى الشخصي فقط، ونترك حرية القرار لكل فرد وفرد بشكل شخصي، ومن اراد تطبيق هذه الشريعة الإسلامية فليفعل ذلك بناءً على ما يراه مناسباً واحترام كل من يحجم على تركها بناءً على قناعاته الشخصية ايضاً..وهل وصل الاستهتار بعقلية النساء المتزوجات من رجل واحد إلى هذا الحد وكانهن مسيرات لا يملكن أدنى الحقوق ويعانين الظلم والاستبداد والقمع الذكوري؟! وان كان الأمر كذلك لماذا لا يتم إشراك ومعالجة هذه الأمور عبر مكاتب الشؤون الاجتماعية والشرطة واروقة القضاء؟!
معالجة هذه القضية يثير الاستغراب وكأن أقدام الزوج بتطبيق شريعة الله وسنة نبيه بتعدد الزوجات يعتبر خيانة عظمى من قبل الزوج للزوجة الأولى بينما لم نسمع اي جهة نسوية أو غيرها تنبس بكلمة واحدة ضد ظاهرة الخيانة الحقيقية من قبل الزوج لزوجته وكأن لسان حالها يقول لا لتعدد الزوجات..نعم لتعدد العشيقات..!

سعيد بدران