الحجارة الكبيرة في حياتنا
تاريخ النشر: 28/12/13 | 4:18ذات يوم دُعِيَ محاضر كبير السن للإلقاء محاضرة على مجموعة من طلاب الجامعة.
فلما وقف أمامهم ألقى المحاضر الشيخ عليهم نظرة فاحصة، وببطء شديد قال: "سنقوم بإجراء تجربة".
أخرج المحاضر الشيخ من تحت الطاولة وعاءً كبيراً من الزجاج، ووضعه بحذر على الطاولة، بعد ذلك أخذ دزينة من الحجارة حجم كل واحد منها كحجم كرة التنس، ووضع الواحد تلو الآخر في داخل الوعاء الزجاجي.
عندما امتلأ الوعاء بالحجارة ولم يعد بالإمكان إضافة حجارة أخرى، رفع المحاضر بصره ببطء وسأل: " هل الوعاء ملآن؟".
أجابوا جميعاً: "نعم".
أخرج المحاضر الشيخ علبة تحوي حصيات صغيرة، وببطء أفرغ ما فيها من حصيات على الحجارة ثم هز الوعاء الزجاجي قليلاً، فتغلغلت الحصيات بين الحجارة الكبيرة حتى وصلت إلى قاع الوعاء الزجاجي.
رفع المحاضر بصره ثانية وسأل: " هل الوعاء ملآن؟".
الآن بدأ المستمعون يفهمون مقاصده، فأجاب واحد منهم: " يبدو، لا".
قال المحاضر: "صحيح".
في هذه المرة أخذ كيساً صغيراً مليئاً بالرمل، وبحذر شديد سكب الرمل في داخل الوعاء الزجاجي، ثم سأل ثانية: "هل الوعاء ملآن؟".
هذه المرة وبدون تردد أجابوا جميعاً: "لا !".
" صحيح": أجابهم المحاضر الشيخ.
هذه المرة أخذ المحاضر أبريقاً وملأ الوعاء الزجاجي بالماء حتى عنقه.
رفع المحاضر بصره ونظر إلى جمهور الحاضرين وسأل:" أي حقيقة كبيرة يمكننا أن نتعلمها من هذه التجربة ؟".
أجاب أحد المستمعين: " نحن نتعلم منها أنه رغم كوننا مثقلين بالالتزامات اليومية، فأنه بإمكاننا دائماً أن نضيف مهام أخرى".
"لا": أجاب المحاضر.
" إذا لم ندخل أولاً الحجارة الكبيرة للوعاء، فإننا لا نستطيع إدخال جميع الأشياء الأخرى بعد ذلك".
ما هي الحجارة الكبيرة في حياتنا؟
صحتنا؟ عائلتنا؟ أولادنا ؟ تحقيق حلم؟ أن نعمل ما نريد حقاً؟.
علينا أن نتذكر أن ندخل أولاً الحجارة الكبيرة في حياتنا، لأنه إن لم نفعل ذلك فربما أضعنا الحياة.
إذا أولينا الأمور الصغيرة الأفضلية، امتلأت حياتنا بالصغائر.
لن يبقى مكان وزمان كافيان للحصول والاستمتاع بالأمور الكبيرة والمهمة في الحياة، لذلك لا تنسوا أبداً أن تسألوا أنفسكم: "ما هي الحجارة الكبيرة في حياتكم؟". عندما تتعرفون عليها، أدخلوها أولاً في الوعاء، وعاء الحياة وبعدها أضيفوا الباقيات…