من الأكوادور إلى أم الفحم: دروس من مؤتمر التمدن العالمي
تاريخ النشر: 06/11/16 | 14:43حظينا في الشهر المنصرم بالمشاركة في مؤتمر السكن والتطور المدني للأمم المتحدة Habitat III الذي أقيم في الأكوادور، وهو المؤتمر العالمي الأكثر أهمية في مجال السياسات المدنية، والذي يقام مرة واحدة فقط كل 20 عاما. كانت هذه بالنسبة لنا فرصة نادرة للتعلم من التجربة والأدوات الجديدة لمواجهة التحديات المدنية في العالم كله. المؤتمر ليس منصة للأبحاث المثيرة فحسب: فقد انبثقت عنه الأجندة العالمية الجديدة للتمدن والاستدامة في السنوات العشرين القادمة، والتي ستؤثر، بالضرورة، علينا نحن أيضا.
النظرة المختلفة من الجزء الاخر من العالم منحتنا قدرة النظر من زاوية جديدة ومختلفة على الأسئلة الحارقة في قضايا التخطيط والبناء والتطور الحضري هنا، في البلدات العربية في اسرائيل. في الوقت الذي تتحدث به الحكومة في اسرائيل عن “القانون والنظام” وعن “البناء غير القانوني” في القرى غير المعترف بها في النقب وفي عموم البلدات العربية فإن الصورة تبدو في نظرة عالمية، مختلفة تماما. في كل انحاء العالم النامي يواجهون اليوم ظاهرة ما يسمى “المسكن غير الرسمي”، وهي مناطق حضرية ومدنية والتي تقام من دون بنى تحتية ومن دون تخطيط مسبق. ما سبب حدوث ذلك؟ لأن الناس بحاجة الى أماكن للسكن فيها، وعندما لا توفر الدولة والمؤسسات الاحتياجات، فان البيوت تبنى من دون تراخيص. هل يبدو لكم الأمر مألوفا؟
تمحورت النقاشات في كيتو بالحق بالمسكن وبالحق بالحياة المدنية المستدامة: كيف تقام البنى التحتية الملائمة حتى للأماكن التي بنيت بشكل غير رسمي، بالشكل الذي يوفر الحياة الملائمة لكل واحد وواحدة، ولكن وفي المقابل تحافظ على البيئة من أجل الأجيال القادمة.
هذا التوجه، والبعيد كل البعد عن نهج الحكومة، هو ذات التوجه، وهو الركيزة الأساس لمشروعنا المشترك مع المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، حيث أننا نعمل على النهوض بعملية تطوير البنى التحتية في مجالات التربية والتعليم، الرفاه والمواصلات العامة كحق أساس للمواطنين.
بالمناسبة، وزير البناء والإسكان ومدير عام الوزارة وممثلون عنها، حضروا إلى المؤتمر بالتوازي معنا، بوفد رسمي عن الحكومة، وإن بحثتم عن أي شيء من هذه القضايا في المواد التي نشروها على شرف المؤتمر- فبكل بساطة، لن تجدوها. مشاكل المجتمع العربي، وهي المشاكل الأكثر الحاحا وتعقيدا في مجال التخطيط والمسكن في اسرائيل، غير متواجدة بما هو كاف على سلم أولوياتهم. آن الأوان لأن تصغي الحكومة إلى “روح كيتو” وتدرك بأنه وبعد عشرات السنوات من الإهمال، حان الوقت للاستثمار المركز بالتخطيط والموارد لصالح البلدات العربية وبالتعاون مع قيادة المجتمع العربي وممثليه من أجل ضمان حقنا جميعا بالمسكن وبالحياة المدنية اللائقة. ولن نتنازل إلى أن يتحقق ذلك.
عبد كناعنة وشيرلي راكح
المديران المشاركان لقسم السياسات المتساوية في جمعية سيكوي