إلى روح الفنان المرحوم شفيق كبها

يـا شـادي يــا فَــنـّـان يــا عَــمّــي شَـفـــيــقْ

عْـرِفْـتـَك أنا مِـن جـاري مِن أغْـلى صَـديـقْ

صوتَـك صَـدَح في فَـرْحِـتو وقَـلبي رَقَـــصْ

عَ نَـغْـمِـةِ الألْـحـان والـصّوتِ الـرَّقـيــــــق!

*

غَـنّـيـت لـلـعُـرْســان بـالـصّــوت الـرَّخـيـــمْ

وكُـنْـتِ بْـشَـبـابَـك بَـدِر مَــوهـوب وْوَسـيـم!

وكـانَــت صَــبـايـانــا وشَــبــاب بْــــلادْنــــا

تِـتْهادى عَـالـصّـوتِ الحِـلِـو مِثْـل الـنَّسـيــم!

*

وكـانَــت غَــنــانــي أَهِـلْـنـا إلْــهــــا رَنـيـــن

مَـــرَّه فَــــرَحْ مَــــرَّه أســـــى مَـــرَّه أَنـيــن

كانَـت عَـلـى شْـفــافَــك مِـثـِـل نَـبْـع انْـفَـجَـر

مِـن مَــنْــبَـعِ الأشْـــواق ونـيـران الحَنـيـــن!

*

كــانَــت وكُــنّــا لَـيــالــي نِــسْــهَــر مَـعــاك

وصوتِ العـتابا العالـي يِـصْـدح في سـَمـاك

وإمّ الــزِّلُــف والـمـيــجــانـــا ودَبْــكـاتـْـنـــا

وبَـعْـدو زَريفِ الطّول عَـمْـيـِركُـض وَراك!

*

وكـانَــت شَــبــابِ الــبَــلــد فـي سـاحـاتْــهـا

مِـثـْـل الأصـايــل تـِـرْمَـــحِ بْـسَـحْـجـاتـْهــــا

وكـانـَت عـروسِ الـبَـلـَد تـِـــتْـباهَى سْـنـيـن

لَـمّــا شَــفــيــقِ يْــغَــنِّــي فــي سَـهْـراتْهــا!

*

كانَـت وكُـنـّـا وبَـعِـد مـا صــارِ الّلــي صـارْ

والـرّوح راحَــت والـحُــزِن فــي كُــــل دارْ

نَـبْـعِ الـدَّمِـع فاض وطَـغـى وغَـطّـا الوَطَـن

ومـا راح طَـعْــم الأسَـى بْـكاسـاتِ الـمَـرار!

*

ونَــبْــعِ الــتُّــراثِ الأصـيـلِ الْـبـاقـي وَراك!

حـامِـل تـُـراثـَـك والـثَّــرَى حـامِـل هَــواك !

يــا بُـلْــبُـــلِ الأيّــــــام مِــن قَــلْــبـي رَجــاء

غَــنّـي أنــاشــيـــدِ الْـمَـحَـبـِّـه فـي سَـمــاك!

*

يـا بُـلـبُـلِ الأوْطـــان والـفَـــــنِّ الأصــيـــلْ

صـوتـَـك صَـدَحْ في الـقُـدس وِجْـبال الخَليل

وبَـعْــدو مَــعـانــا حَــــيّ فــي أفْــراحْــنـــــا

في الـنَّـقَـب فـي قَـلْـبِ الـمُـثَـلَّـث والجَـلـيـل!