تركيب صنوبرة مئذنة مسجد المجادلة في عكا
تاريخ النشر: 29/12/13 | 3:22شارفت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث على وضع اللمسات الأخيرة لبناء مئذنة مسجد المجادلة التاريخي العثماني في مدينة عكا، حيث قامت مؤخرا بتركيب صنوبرة المئذنة التي بلغ ارتفاعها نحو ستة أمتار فيما يبلغ ارتفاع مئذنة المسجد نحو 35 مترا.
وتعد هذه المرحلة ما قبل الأخيرة من أعمال ترميم مئذنة المسجد، حيث شرعت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" وبدعم من جمعية "ميراثنا" التركية في مشروع ترميم مئذنة مسجد المجادلة التاريخية في مدينة عكا قبل ستة أشهر من الآن. وتمحورت أعمال المشروع بتفكيك كامل حجارة المئذنة، وإعادة بنائها وترميمها من جديد، خاصة بعد ظهور تصدعات كبيرة فيها من الداخل والخارج والذي نتج عن تشققات كبيرة على طول العامود المركزي.
وقالت المؤسسة إنها استدعت أخصائيا في الترميم المملوكي والعثماني وخلص إلى أن وضع المئذنة الهندسي خطر جدا نتيجة وجود الكثير من التشققات والتصدعات الداخلية والخارجية الكبيرة والصغيرة خاصة التصدعات الكبيرة جدا في العامود المركزي الذي يتوسط المئذنة والذي يتحمل معظم الوظائف الهندسية مما يشكل خطرا على حياة المارة.
وخلال المشروع تم تفكيك صنوبرة المئذنة مع الحفاظ على الهيكل القائم لاستعماله كقالب جاهز للصنوبرة الجديدة، كما تم البدء بتفكيك الحجارة وتصنيفها حسب مجموعات وأرقام، حيث بلغ عدد أطواق المئذنة 100 طوق وإجمالي حجارتها 2000 حجر وهذه طريقة لم يسبق وتم العمل بها في ترميم مساجد فلسطين وذلك بهدف الحفاظ عليها واستعمال الصالح منها في عملية إعادة البناء.
ومن جهته قال المهندس أمير خطيب مدير مؤسسة الأقصى "بفضل الله وصلنا الى المراحل النهائية في بناء مئذنة مسجد المجادلة التاريخي ؛ فبعد أن تمت معاينة المئذنة والخروج بنتيجة حتمية بان وضعها الهندسي خطر للغاية ومن الممكن لا قدر الله أن تتساقط حجارتها نتيجة التصدعات الخطيرة في العامود المركزي وجدران المئذنة، همّت جمعية ميراثنا التركية لحماية التراث العثماني في بيت المقدس مشكورة إلى دعم عملية الترميم النوعية والتي لم تشهدها بلادنا من قبل وذلك للحفاظ على الطابع الإسلامي لمدينة عكا العريقة".
وشكر خطيب كل من ساهم ودعم هذا المشروع الضخم، كما خص بشكره أهالي عكا عامة وجيران المسجد الذين تحمّلوا وصبروا على ضوضاء العمل والبناء طيلة هذه الفترة، كما شكر المختص في المباني الأثرية مروان حمّاد الذي أشرف على عملية البناء من حيث المهنية بالاضافة الى الكوادر التنفيذية في المشروع.
ولم تخضع مئذنته المسجد منذ عام 1910 لأعمال صيانة، الأمر الذي دفع بمؤسسة الأقصى بتبني عملية الترميم والصيانة وبدعم من جمعية " ميراثنا" التركية لحماية التراث العثماني بتكلفة تقدّر بنحو مليون شيكل.
وجدير بالذكر أن المسجد بني عام 1810م في عهد سليمان باشا العادل (والي صيدا ما بين الأعوام 1804-1819) ويمتاز بمذنته العالية.