مع كتاب همسات
تاريخ النشر: 30/12/13 | 1:50أهنّئ الصديق خالد العرباسي بمناسبة إصدار كتابه الأوّل "همسات"، ويسرّني أن أنشر ما كتبتُه في "تقديم" هذا الكتاب (أنظر كتاب "همسات" ص1).
ليس سهلا أن تكتب تقديمًا لإبداع صديق وترب ترعرعنا معًا، وقضينا سنوات معا على مقاعد الدراسة، بل سكنّا معًا في غرفة شاعريّة في المرحلة الثانويّة في مدينة الطيرة الأبيّة!
مع ذلك، أعترف أنّ "همسات" الصديق خالد عرباسي شدّتني لقراءتها لما فيها من صدق العاطفة، وأصالة الفكر، وعمق الحكمة، ونبل الرسالة، ورشاقة الأسلوب الذي يقترب كثيرًا من الشعر الجميل!
كُتبت هذه النصوص ونشرت في صحيفة "الميثاق"، وتواصل نشرها على حلقات لمدة تزيد عن سنتين.
تعكس هذه الهمسات النابعة من القلب روحًا ملتزمة مؤمنة حائرة تتوق لواقع آخر، وتبحث عن الخلاص؛فهو أحيانًا صاحب رسالة إنسانية يدعو للحريّة والعدل والتآخي والسلام.
وأحيانًا تطغى عليه المشاعر الوطنيّة القوميّة، فيتماهى مع قضايا شعبه وأمّته، فيدعو للتمسك بالجذور والأرض، ويهيم في عشق تراب الوطن الغالي، ويثور على الظلم والخنوع، ويدعو لقيم الإيثار والبذل لتحقيق الحقوق المشروعة العادلة، ويحاول العودة إلى الماضي المجيد ليستلهم منه القوّة والعزيمة على الصمود والانطلاق للتغيير المنشود، ولا ينسى الحكام العرب وتقاعسهم واستبدادهم وتبعيتهم للآخرين!
وأحيانًا يكون ذلك الأب الحاني على الأسرة والأبناء والأحفاد، فهو يكافح ويضحّي ويحرق شمعة العمر – التي طالما تمنّى أن تظلّ منيرة مشتعلة – ليواصل مشوار العطاء والغرس في رعايتهم وإسعادهم!
وأحيانًا هو المعلّم المحبّ لطلابه الذين يبادلونه الحبّ والاحترام، فيقدّم له عصارة فكره، ويزوّدهم بالقيم الحميدة، لتنشأ أجيال المستقبل الزاهر المشرق!
لكن لا تخلو هذه الهمسات من مشاعر الإحباط واليأس والانكفاء على الذات أمام الواقع المرير المزيّف، فيثور على الأقنعة وعلى فقدان الضمير وعلى الكذب والنفاق والرذيلة، ويدعو للصراحة والصدق والفضيلة!
ورغم مشاعر الغربة والاغتراب التي نلمسها في بعض الهمسات، إلا أنّ الكاتب مؤمن بحتميّة الانتصار وبزوغ فجر جديد مشرق.
أبارك هذا الإبداع المميّز، وأهيب بالكاتب أن يعود لمواصلة هذه الكتابة المشوّقة الممتعة المجدية!
الفخر لكفرقرع بان الاستاذ خالد عرباسي ابو ناصر احد ابنائها وقدوه لاولادنا