منشور توعوي للأهالي يوزع بمدرسة وادي النسور الاعدادية

تاريخ النشر: 11/11/16 | 8:53

بمبادرة من المربية اسراء محاميد حيث قامت بكتابة منشور توعوي وارشادي تم توزيعه على الاهل حول طرق التعامل مع ابنائهم..لتجنب انجرافهم نحو العنف مستقبلا..وقد وزع المنشور على اهل طلاب المدرسة خلال اجتماع اقيم للاهالي في المدرسة لبحث امور الطلاب، وقد أشاد الكثير من الأهل وباركوا هذه الخطوة..وقد أثنى المدير بدوره على هذه الخطوة التي سعى اليها ودعى الى المزيد من المبادرات من قبل المعلمين، والتي من المؤكد ستؤتي أكلها على الطلاب وستحث الاهل على التعامل مع ابنائهم بطرق تتلاءم وجيلهم الحساس..وتسهم في توطيد العلاقات بينهم اكثر، وكذلك تسعى للتخفيف من العنف المنتشر بين صفوف الشباب..

نص المنشور…
مدرسة وادي النسور الاعدادية
((بيان هام لاهلنا الكرام))
** ابناؤنا امانة في اعناقنا**

((فاعفوا واصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم)) صدق الله العظيم
اعوام عديدة مرت على نكباتنا وغرقنا في مستنقع العنف وفوضى السلاح، ونار الحقد التي باتت تلتهم الجميع. ولا زلنا كلما وقعت الواقعة نتوه في تساؤلاتنا حول المذنب.. وحول طرق الخلاص مما نحن فيه ولا ندرك ان بيدنا يكمن الحل السحري، واننا نستطيع تفادي كل سوء بحكمتنا وحسن تربيتنا لأبنائنا!
لكننا نجهل او نتجاهل ذلك وتمضي الايام فنتناسى ما جرى لتعود جريمة اخرى تدق ناقوس الخطر في بلدتنا حول مستقبل ابنائنا ونعود الى تيهنا من جديد. ننتظر معجزة تخلصنا مما نحن فيه رغم ان الاسباب والملابسات واضحة والحلول أوضح لكننا نأبى الا التجاهل والتظاهر بأننا لا ندري كنه ما يجري..!
ان البيئة المحيطة بالفرد منذ مراحل عمره المبكرة هي المحرك الاول لتصرفاته وهي الباني الأساسي والصاقل لشخصيته..والبيت على وجه الخصوص هو المطبخ الأساسي المغذي لشخصيته ولتكوينه الجوهري ولنفسيته.
اذا فانت ايها الاب وانت ايتها الام، انتما من تصقلان شخصية ابنكما وتكونان نفسيته فاما تنشئان نفسية متصالحة مع نفسها تنبذ العنف والحقد والكراهية وتتعامل مع غيرها برأفة ورحمة واما تنشئان ابنا حاقدا لا يعي ما هو التسامح! فابنكما هو مرآة لتصرفاتكما في البيت وهو وعاء يحوي كل ما تصبانه وتغرزانه فيه. فان انتما تعاملتما معه بالعنف والضرب ولم تغرسا فيه روح المحبة والتسامح اصبح هو كذلك!! فاجعلا المحبة والرأفة والحوار هي اللغة الدارجة في البيت كي ينشأ ابنكما نشأة صالحة!! واغرسا فيه قيم التسامح والصفح والرقي بالتعامل..وكونا انتما مثلا حيا لتلك القيم ففاقد الشيء لا يعطيه!
ولا تجعلا من ابنكما قنبلة موقوتة وبركانا خامدا سيفور يوما في وجه من يغضبه..علماه ان فورة الغضب الجامح هي نار تلتهم في طريقها الجميع، وستطال اهله قبل ان تطال اعداءه. علماه ان الكلمة الطيبة تذيب اي غضب وتزيل كل حقد!!
وكفانا اقناعا لابنائنا بان قوتنا تكمن في عضلاتنا..بل قوتنا في حلمنا وصبرنا..!
ولن أخفي عليكم ايها الأهل الكرام اننا نحن كمربين_ ولا سيما مع طلاب في المرحلة الاعدادية_نعاني من ازدواجية القيم لدى طلابنا..فنسبة لا يستهان بها منهم غرست فيهم قيم غير سليمة من البيئة المحيطة بهم، تصعب علينا العملية التربوية، اذ من العسير تغيير فكر الطالب الذي تعلم طيلة سنوات ان من يغضبه عليه ان ينتقم منه، ومن الصعب جدا تغيير ما تشربه ونشأ عليه من فكر يحض على الانتقام والأحقاد!!
ومعظم المشاكل التي تواجه طلابنا تبدأ بمضايقة بسيطة من طرف احدهم..فيكون رد فعل الاخر قاسيا جدا..وحين نسأله عن سبب ما فعل، يخبرنا بانه اعتاد على ان من يمسه بسوء عليه ان يقضي عليه ويعلمه درسا قاسيا..وهنا تكبر وتتفاقم دوامة العنف وقد تمتد الى ما بعد اليوم الدراسي وربما تصل الى عراك بين الاهل ومشاكل عائلية كانوا في غنى عنها…
وكثيرا ما نستمع من الطلاب لجملة محفورة في نفوسهم من قبل احد الاقارب او المعارف ((الي بطب فيك اجرم بيه))، كم ارجو ان يدرك الاهل مدى خطورة هذه الجملة وكم تجعل الطلاب انتقاميين غير متصالحين مع انفسهم، يتحينون الفرص للنيل من زميلهم لانهم يرونه امامهم عدوا لا زميلا..
هل يظن الاهل انهم بذلك يخلصون ابنهم من براثن خصمه…؟؟ ان ظنوا ذلك فليس ظنهم في محله ابدا، بل هم بذلك يدفعونه نحو الهاوية. فتأثير هذه الجملة سيمتد الى ما بعد جيل المراهقة وسينشأ شخص حاقد على من حوله. وسينشيء عداوات لأسباب تافهة..قد تودي بحياته وتهلكه كما حدث ويحدث في بلدتنا لا سيما في زمننا هذا حيث السلاح القاتل الذي أصبح بمتناول الجميع..!
ايها الأهل الكرام احموا ابناءكم من مصير نخشاه جميعا..من اجتثاث ارواحهم قبل الاوان، واعلموا ان الصفح هو من أسباب السعادة وانه لا يعبر عن ضعف ابدا. علموهم لغة الحوار البناء الهادف..وان يحاوروا عدوهم بالحسنى فينقلب الى صديق حميم.!
علموهم ان يصفحوا عن خصمهم وهم في قمة كرامتهم..ان يسامحوا وهم في أوج سعادتهم والا يشعروا باي ضعف عند المسامحة، فالقوة كل القوة تكمن في قدرتهم على العفو فكما نعلم (العفو عند المقدرة) والقادر هو فقط من يستطيع العفو، اما الضعيف فيبحث عن اي وسيلة تحميه لانه ليس قادرا على حماية نفسه بحواره وبعفوه!!
كونوا خير ناصح لابنائكم ووظفوا طاقاتهم في الأماكن الصحيحة. ازرعوا في نفوسهم محبة الرياضة، وليمارسوها دوما فهي خير متنفس للطاقة الكامنة في دواخلهم، والرياضة اخلاق.
بثوا فيهم الروح الرياضية وتقبل الخسارة دون غضب، وساعدوهم على تقبل الآخر مهما اختلف معهم في الفكر او العقيدة او الرأي!!
خصصوا وقتا للحوار اليومي مع ابنائكم يستخرجون فيه كل هواجسهم ومخاوفهم ويخبرونكم عن تساؤلاتهم، وتسدون لهم بعض النصائح الضرورية في مواجهة صعوباتهم.. لا تجعلوا العمل شغلكم الشاغل وتتناسوا ابناءكم فهنا تكمن الكارثة وهنا يبدأ الابن بالبحث عن مكان اخر يسد فيه الفجوة والهوة بينه وبين أهله..كونوا دوما بالقرب حين يحتاجكم!!
لو قام الجميع بتطبيق هذا الدرس مع ابنائهم فستختفي الأحقاد وبالتالي فان اي مشكلة ستواجهنا سيصبح من اليسير التعامل معها وحلها..ولنكن اصدقاء لابنائنا نحاورهم ونعلم اسرارهم، بل ننصحهم بالتحلي بالصبر والأناة ازاء اي حدث يواجههم!!
ولنكن رقيبا خفيا عليهم فلا نتركهم دون ملاحظة، علينا معرفة رفاقهم وتصرفاتهم فالصاحب ساحب..وليس علينا ان ننتظر ان يسحب الصاحب ابناءنا الى مكان لا نرغب به
او يجره الى منطقة الخطر.
واعلم ان الانترنت عالم واسع شائك فيه من الاخطار اكثر مما نتصور، فكن واعيا لكل ما يجابه ابنك في هذا العالم، وكن رفيقا له في رحلته وابحاره في النت، ولا تدعه يغرق في براثن هذا العالم الموبوء…!!
وتذكروا الكلمات السحرية التي ستحمي ابناءكم من كل سوء: الصفح،المسامحة،الصبر…ولنعلم ان الصفح اقوى من العنف، وان المسامحة ارقى وانجى من الغضب..ودعونا لا ننتظر الجريمة القادمة او دوامة العنف المقبلة.. ولا ننتظر رد فعل الشرطة او البلدية وغيرهم ولنكن نحن العامل الاول في انقاذ ابنائنا من دوامة عنف قد تبتلع الجميع دون استثناء!!
ادارة وطاقم الهيئة التدريسية
في وادي النسور الاعدادية
عنهم: المربية اسراء محاميد

صورة من الأرشيف
nsor-21

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة