“الزيت والزيتون” بإعداديَّة الحديقة يافة الناصِرَة
تاريخ النشر: 12/11/16 | 0:00شجرة الزيتون تحمِل المعاني الجميلة والقِيمَّ السَّامِية الموروثة عن الأجداد والمنقولة مِن السَلَفَ إلى الخَلَفَ، وهِي هويَّة شاهِدة على الحضارة والوِجود، فهِي تشمل معاني وِجدانيَّة جُذورَها مُتأصَّلة في الأرض شأنها شأن قِيَمِنا وثوابِتِنا، مِن جديد وكعادَتِها دائِمًا تألَّقت المدرسة الإعداديَّة الحديقة يافة النَّاصِرَة إيمانًا مِنها بِأهمَّية التمسَّك بِتُراثِنا الأبيَّ وتقالِيدَنا العريقة الرَّاسِخة في الأرض والباقِية “ما بَقِيَ الزعتر والزيتون” وتناقُلها عبر الأجيال لِلِحِفاظ على الاستمراريَّة، اختتمت المدرسة يوم أمس الخميس 10.11.2016 فعالِيَّات مُختَلِفة تمحوَرت حول أهمَّية شجرة الزيتون التي أُقيمت على مدار اسبوع، وذلك بِأُسلوب وتنظيم رائِعين مِن قِبل إدارة المدرسة وكُل مِن مُركَّزي التربِية الاجتماعيَّة وبِمُساعدة جميع مُربَّي الصُفوف الأفاضِل وبِمُشاركة بعض مِن الأهالي حيثُ وُفِرت لَهُمَّ بِسخاء كُل ما يحتاجونه لِتنفيذ هذه الفعالِيَّة.
وقد ابتدأ هذا اليوم الرائِع بِطابور الصباح المُفعمَّ بِالحَيَوَيَّة حيثُ تخلَّل العديد مِن الفعالِيَّات المُمتِعة والمُفيدة التي أبدَعَ الطُلَّاب فيها مِن خِلال إلقاء قصائِد ومقطوعات شعريَّة، أمثال، وحِكَم وأقوال وشرح عن فوائِد شجرة الزيتون، وأهازيج وأجمل الأغاني والألحان مِن التُراث العربي الفلسطيني مِن قِبَل جوقة المدرسة بِقِيادة المُربَّية مارلين خوري والأعمال اليدويَّة الإبداعيَّة التي زيَّنت فناء المدرسة وأروِقتَها ومداخِل الصُفوف وزوايا الإثراء فيه. وقد أُعِدَّت مائِدة على أثَرِها تناوَلَ الطُلَّاب وجبة إفطار جماعي مع مُربَّي الصُفوف تخلَّلت أكلات شعبيَّة تُذكَّرنا بِآبائِنا وأجدادِنا، مِنها: مجدَّرة، مناقيش، زعتر، لبنة، جبنة، وعصائِر طبيعيَّة، ومِن الحِلويات: ملتيت، لُزَّقيات، قراقيش، وتحضير أجمل وأشهى وألذَّ الأطعِمة التي قوَّامَها الزيت والزيتون. وبعدها تحدَّث كُل مُربَّي صف لِطُلَّابه حولَ أهمَّية شجرة الزيتون المُبارَكة والفوائِد الجمَّة التي يُمكِن لِبَني البشر استخلاصها مِن خِلال حبَّة الزيتون مِن عُصارة (زيت) صابون ومُستلزمات تجميليَّة وطبيعيَّة أُخرى، وأهمَّية إحياء تُراثنا وحضارَتِنا التي نعتز بِها في كُل مكان وزمان. وقال مُدير المدرسة المُربَّي مشهور عبَّاس: “هدف هذه الفعالِيَّة تذويت القِيمَّ وترسيخ حُبَّ التُراث في نُفوس الطُلَّاب والتعرَّف على العادات والتقاليد الأصيلة وإكساب العديد مِن القِيَمَّ الجميلة، بِالإضافة إلى المعلومات والنشاطات التعليميَّة والترفيهيَّة والشُعور بِالانتماء لِلِأرض لِلِتُراث ولِلِموروثات الشعبيَّة، مدرستنا دائمًا تعمل على ربط الطَّالِب بِعاداته الأصيلة لِيَنعكِس ذلك إيجابيًا مِن خِلال سُلوكِه وتصرَّفاته والفعالِيَّات الهادِفة”. كما وأعرب عن مدى سعادَتِهِ وفرحتِهِ العارِمة مُقدَّم الشُكر لِجميع مُعلَّمي المدرسة ولِكُل مَن عَمِل وساهم في إنجاح الفعالِيَّة.
وقال رئيس لجنة أولِياء أُمور الطُلَّاب في المدرسة فُؤاد أبو سرَّية: “تفاعُل الطُلَّاب في هذه الفعاليَّة إنَّما يُؤكَّد ضرورة تنشيط مِثل هذه الفعالِيَّات التي تحمِل رِسالة واضِحة وقويَّة لِأهمَّية إحياء تُراثَنا وحضارَتِنا التي نعتز بِها، وكان يومًا مُمَيَّزًا ترك بصمة في نُفوس الطُلَّاب وعمَّق صِلَتِهمَّ بِتُراثِهمَّ وأضاف إلى سِلسِلة نجاحات المدرسة تخطيط وتنفيذ فعالِيَّات لامنهجيَّة نجاحًا آخرًا مُمَيَّزًا يدُلَّ على تقديس العمل والسعي نَحوَ التميَّز والامتِياز في كُل فعاليَّة تربويَّة كانت أم تعليميَّة”.