يا أيُّها الطّائِرُ الغَرِدُ الْجَميل
تاريخ النشر: 01/01/14 | 1:40في ذلِكَ المَساءِ أصْغَيْتُ غَصْبًا عَنّي
لِصَدى وَشْوَشاتٍ موجَعَةٍ وموجِعَة
سَرْعانَ ما بانَ لي في لَحَظاتِ تَمَرُّقِ أحاسيس:
في غُرْفَتِكَ الْغِنائية أطْفِئَتْ شمْعَةُ حَياة وَتمَزَّقتْ لُحون.
في ذلك المساء كمْ أوْجَعَني ما صِرْتَهُ
وكنتَ أشبهَ بِشجرةِ سِنْديانٍ
تَطْلُعُ في هَضَبَةٍ تخْطِفُ البَصَرَ والبَصيرة
تُعَشِّشُ فيها عَصافيرُ عَرِدَةٌ وَمُحَلِّقة.
أبلَغَني ذاكَ الصَّدى وكُنْتُ أعيشُ صمْتَ مَحْزونٍ
قالَ ما أرعبني حتّى كِدْتُ أفقِدُ كُلَّ فُسْحَةِ أمَلِ حَياة
أنُ حَرَسَ لَيْلٍ كانوا يَتَعَقَّبون إيقاعَ خَطْوِك الشّارِدِ
وَحينَ رأوكَ أحالوا عالمَكَ جَميلَ الغِناءِ حَلَقَةَ دَم.
يا أخاً لم تَلِدْهُ أمّي! آلمَني كثيرًا
شَكْلُ إطْفاءِ شَمْعَةَ حياتكَ الْكانتْ وَهاجَةَ النور
مَعْذِرَةً إنْ وَجَدْتَني ذاكَ المَساء ألتَزِمُ الصَّمْتَ
فَصَمتي الأبْلَغُ نطقًا والأشَدُّ قلقًا.
في ذاكَ المَساءِ نادِرِ الْوَمْضِ وشَديدِ الْعَتْمَةِ
بِتُّ أحوَجَ ما أكونُ لأنْ "أقولَ ما لَمْ أقُلْهُ بَعْد"
فأكْثَرَ ما يُخيفُ في عالَمِنا القريبِ والبَعيدِ
هُوَ الإتِّساعُ الدائِمُ لدائِرَةِ دَمٍ لا تَعْرِفُ الْحُدود.
أشاركك هذا القلق الإنسانيّ:
“بِتُّ أحوَجَ ما أكونُ لأنْ “أقولَ ما لَمْ أقُلْهُ بَعْد”
فأكْثَرَ ما يُخيفُ في عالَمِنا القريبِ والبَعيدِ
هُوَ الإتِّساعُ الدائِمُ لدائِرَةِ دَمٍ لا تَعْرِفُ الْحُدود”.
أشكرك ابا مالك على هذه القصيدة الحساسة وعلى مشاركتك إيانا الالم الذي نعيشه منذ الفاجعة، اغتيال بلبل فلسطين ومغني ثورتها، المرحوم شفيق كبها. ولعلنا نتشارك ايضا في الرؤية، في وجوب قول ما لم يُقَلْ بعد، وفي ضرورة الدمج المستعصي بين ما هو خاص الى ما هو اكثر شمولية وجمعية.