فرنسيسكان الناصرة تستضيف الشاعر عيلوطي
تاريخ النشر: 17/11/16 | 11:22التقى الشاعر سيمون عيلوطي، طلاب وطالبات المرحلة الإعداديّة في مدرسة راهبات الفرنسيسكان في الناصرة، مقدّمًا لهم أربع محاضرات، توزّعت على تجربيه هو مع الشّعر والأدب، وعلى حياة وإبداع الأديبة الرّائدة، مي زيادة. افتتح هذا النشاط الأدبيّ الأستاذ يوسف مسعد، مؤكّدًا على دور المدرسة في تنشئة الأجيال وتحبيبهم باللغة العربيّة وآدابها، معتبرًا أن هذا اللقاء مع الشاعر سيمون عيلوطي، يأتي ضمن اهتمام المدرسة بتعريف الطلاب والطالبات على كتّابنا، ما يساهم في دفع حياتنا الأدبيّة والثقافيّة نحو الأفضل.
بعد ذلك تحدّث الشاعر سيمون عيلوطي عن تجربته مع الشعر والأدب، متوقّفًا عند أهم المحطّات التي ساعدت على تطوير أدواته الشعريّة والأدبيّة، وعن قراءاته للكثير من الأعمال الأدبيّة لمختلف الكتّاب والأدباء، لكنّه اختار في هذا النّشاط أن يتحدّث عن حياة وأدب مي زيادة التي ولدت في الناصرة وانطلقت منها نحو عالم الأدب والإبداع، حيث ركّز على المراحل المفصليّة في حياتها، خاصة بعد انتقالها للإقامة مع والديها في القاهرة سنة 1907، ذاكراً بعض مقالاتها وأبحاثها التي نشرتها في كبريات الصحف والمجلات المصرية، مثل: المقطم، والأهرام، والزهور، والمحروسة، والهلال، والمقتطف. كما تطرّق المحاضر إلى الصالون الأدبيّ الذي أقامته مي في منزلها في القاهرة سنة 1913، ذاكراً بعض رواده الذين حرصوا على حضور ندواته، من بينهم: الدكتور طه حسين، خليل مطران، أنطون الجميل، عباس محمود العقاد، مصطفى صادق الرافعي، أحمد شوقي، ولي الدين يَكن، إبراهيم عبد القادر المازني، سلامة موسى، إسماعيل صبري، الشيخ مصطفى عبد الرّازق، وغيرهم من رجال العلم والسّياسة والمجتع، معدّدًا مؤلّفاتها، منذ ديوانها الشعريّ الأول “أزاهير حلم”، نشرته باللغة الفرنسيّة سنة 1911، باسم مستعار وهو: إيزيس كوبيا. وعن الكتابين اللذين ترجمتهما من الفرنسيّة والألمانيّة، الأول عنوانه: “رجوع الموجة”، أمّا الكتاب الثاني فقد صدر بعنوان: “ابتسامات ودموع”. مشيراً أيضاً إلى عدد من مؤلفاتها بالعربيّة، “باحثة البادية”، “غاية الحياة”، “سوائح فتاة” غيرها.
ثمّ تحدّث عن عملها إلى جانب هدى شعراوي لتحرير المرأة العربيّة من الجهل والاستعباد، وكتاباتها في جريدة “المحروسة” التي وهبها لها صاحبها إدريس بك راغب، وإلى المراسلات المتبادلة بينها وبين جبران خليل جبران. كما تحدث عن علاقتها بالعقاد وغيره من الأدباء والشعراء. ذاكرًا اعتزالها للحياة الأدبية بعد فقدها لوالديها وبعد وفاة جبران خليل جبران، وعن المؤامرات التي تعرّضت لها، أهمها محاولة أحد الأمراء لخطفها وما لاقته من ابن عمها في لبنان الذي أدخلها إلى مصحّة الأمراض النفسيّة، ما ضاعف من تدهور حالتها الصحيّة والنفسيّة، حتى توفّيت في مستشفى المعادي بالقاهرة سنة 1941 عن عمر ناهز 55 عاماً. تاركة وراءها تراثاً أدبياً خالداً. شارك في حضور هذا النّشاط نخبة من معلّمي ومعلّمات المدرسة، نذكر منهم: الأستاذ يوسف مسعد، الأستاذ بشارة رزق، الأستاذ عماد داي، الأستاذ بشارة جبران، المعلّمة جاكلين معّمر والمعلّمة رينا أبو حاطوم التي أثنت على دور مجمع اللغة العربيّة في تعزيز لغة الضاد لدي طلابنا، وذلك من خلال رعايته لهذه اللقاءات التي تقام بإشراف وتنسيق الأستاذ إيهاب حسين. كما شكرت الشاعر الضيف، سيمون عيلوطي على تقديمة لهذه الفعاليّات، وبأسلوب ممتع، جذب الطلاب، فجعلهم يتفاعلون ويشاركون بتقديم مداخلات وطلح أسئلة، أجاب عنها المحاضر بإسهاب.