جُنونُ الحُبِّ
تاريخ النشر: 03/01/14 | 23:41أرَّقَ الليلُ شُجُوني واتَّزَرْ برداءِ الصَّمتِ.. كم طالَ الضَّجَرْ
وتوارَى الحُلمُ طيفا عابرًا وابْتُليتُ الدَّهرَ… هَمًّا وَكدَ رْ
كم خطوبٍ في طريقي لم تزلْ هاجتِ الأحزانُ، والكونُ انبَهَرْ
في سبيل الحقِّ دومًا سائرٌ من جَنانِي الرُّعبُ والشَّرُّ انحَصَرْ
ثابتٌ رُغمَ الرَّزايا والرَّدى لي انحنى الجُلمودُ، والصَّخرُ انكسَرْ
قد خبرتُ الكونَ طفلا يافعًا لم يَعُدْ لي في الدُّنى ما يُختبَرْ
فيلسوف جئتُ في عصر الخدا ع وبي الأصحابُ كل قد غَد رْ
بَيْدَ أنِّي مثلُ طود شامخ أسحقُ الأشرارَ… فالغدرُ اندَحَرْ
إنَّني لحنٌ كئيبٌ هائِمٌ .. في صحاري التيهِ روحي تُحتضَرْ
حقليَ المُلتاعُ في نار اللظى مَنْ سيُحييهِ بغيثٍ ومطرْ
عالمي الفتَّانُ من أبدعَهُ؟ غيرُ شقرائي لها القلبُ انشَطَرْ
يا حياتي أنتِ في روحي وفِكْ ري فمِنْ بعدِ النوى لا مُستقرْ
جنَّتي الغنَّاءُ سحرًا وشذا أنتِ عندي الشمسُ دومًا والقمرْ
كلما الأيَّامُ تختالُ بنا نحنُ نزدادُ شبابا وصِغرْ
أنتِ لا..لا لستِ عندي بشرًا بلْ ملاكا فاقَ أحلامَ البشَرْ
أنتِ فوقَ الفنِّ والشِّعر وفوْ قَ النُّهى… قولكِ عندي كالدُّرَرْ
أنتِ دُنيا السِّحر والأحلام.. فرْ دَوْسِيَ الأحلى… بفنِّي تزدهَرْ
أسْدَلَ الفجرُ علينا سِحرَهُ فوقنا الضوءُ تهادى وانتشَرْ
إنَّنا من عالم الفردوس جئْ نا إلى الأرض وفينا تزدَهَرْ
"طبريا" لم تزلْ في خاطري بهجة الروح وكم تسبي النظرْ
نحنُ كم من مرَّةٍ فيها التقيْ نا "بتيِّيلتَ" حققنا الوطرْ
نحتسي "الصَّهباءَ" في الحَرِّ وَنَنسجُ أحلامَ الأماني والظفرْ
كانَ فكري خاليًا من قبلها يومها فيكِ فؤادي… استعَرْ
كلما أمشي وأدنو من هنا كَ دموعي فيضُهَا مثلُ المطرْ
كلما أذكرُ عهدَ الوصل أشْ عُرُ قلبي وكياني… انفجَرْ
لمْ يزلْ حُبُّكِ يجري في دمي وعروقي… خالدًا طولَ الدَّهَرْ
يا حياتي آهِ ما أقسى النوى كلُّ يوم دونَ لقياكِ سَقرْ
فارحمي قلبًا كئيبًا حائرًا هامَ وجدًا في هواكِ واستعَرْ
فسنونٌ بعدها مرَّتْعَليْ نا… وأحلام، حياتي، تستعَرْ
لم يُحققْ حلمُنا… ما نبتغي من زواج ثمَّ عيش مُستقرْ
ضاعَ عمري في دروبِ الحُبِّ ما زلتُ والحزنُ كغصن..أعْتصَرْ
قصَّة الحبِّ التي نحيَا بها غيرنا كم يستقي منها العِبَرْ
أنتِ كيمياءُ حياتي والمُنى وعَزائي في بُعادٍ وسَفرْ
عالمي الخلابُ نبراسُ الدُّنى صاغهُ أنتِ وفي أبهَى صُوَرْ
ديننا الحُبُّ، حياتي، واحدٌ غيرُ دينُ الحُبِّ من قالَ كفرْ
شاءتِ الاقدارُ نشقى في الهوى هاجَنا الحُبُّ وأضنانا السَّهَرْ
أرقبُ النجمَ كئيبًا شاردًا أسهرُ الليلَ إلى وقتِ السَّحَرْ
عالمي أنتِ ودُنيا املي جنَّتي الغنَّاءُ وردًا وثمَرْ
ضاعَ عمري في دروبِ الحبِّ لكنَّني ما زلتُ أشقى منْ صَبَرْ
ووهادُ الروح ثكلى أقفرتْ لفها الحزنُ وكمناحَ الوَترْ
ورياضي ذبلَ الوردُ بها غارتِ الانهرُ.. قد ماتَ الشَّجرْ
ووسادي من حرير ناعم صارَ شوكا وقتادًا وإبَرْ
بعدكِ الأيامُ أضحَتْ مللا ولَّتِ الأحلامُ والفجرُ انتحَرْ
لستُ أسلوك وإنْ طالَ الزما ن وشِبنا…لا يوَاسِينا القدَرْ
فمعاناتي التي أحيَا بها يكتوي من هولها حتى الحَجرْ
صرتُ " أيُّوبَ" بعهدِ الحبِّ إنِّي نبيُّ العصر هذا أعتبَرْ
إيهِ شقراءَ الأماني والمُنى فعلى العهدِ وإنْ طالَ الضرَرْ
أنتِ دنيايَ التي أعبُدُها لا أبالي بعدها هولَ الخطرْ
لمْ يعُدْ بعدكِ ما يُرتجَى فغدًا أرحلُ عن دنيا البشَرْ
عَلَّ في يوم نشور نلتقي يومَ تلقى الروحُ باريها الأبَرْ