قراءة في كتاب "تصبحون على ثورة"
تاريخ النشر: 04/01/14 | 0:07مفتتح:
– روى البهيقي عن ابي عبيدة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (.. أن هذا الأمر يبدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم ملكا عضوضا، ثم كائنا جبرية وفسادا في الأرض، يستحلون الحرير والخمور، يرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله).
وروى النعمان بنى بشر الحديث بصيغته الاكثر شهرة بين الناس، عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم قال:
(تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها.
ثم تكون ملكا عاضا فتكون كما شاء الله ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون ملكا جبرية ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون على منهاج النبوة)
– ليعلم الناس صدق الأحاديث النبوية الشريفة وصدق الرسالة المحمدية العظيمة والتي تحدثنا عن الاحداث التي تجري امام اعيننا.. قبل اكثر من ألف وأربعمائة عام!.
سقوط الاسئلة:
بسقوط الأنظمة وخروج الناس الى شوارع الوطن الكبير. سقطت الأسئلة التي طرحت تتعجل أمر الله…
– لماذا فُرقتنا وعدم اتحادنا وفي الاتحاد قوة؟
– لماذا ندعو فلا يُستجاب لنا؟
– لماذا بقيت الانظمة التي لا تحكم بما انزل الله هذا الفترة الطويلة؟
– والجواب لان الانسان عجول، فكل شيء بميقات وحين يأتي امر الله فلا راد له.. واتى أمر الله، لأن وعد الله حق.
عام 2011 فرحنا واستبشرنا خيرا ككل امتنا في الوطن العربي الكبير لرياح التغيير التي هبت على الامة ولامست شغاف قلوبنا المتلهفة بحق للغد العربي الجديد، غد الكرامة والغزة، تلهف الأرض العطشى للمطر، لثورة مصر، ثورة تونس.. والكل يعرف صبغة النظام التونسي والنظام المصري البائد.. وتبعتها الاحتجاجات ومطالب التغيير في البحرين، ليبيا، السعودية، اليمن، الاردن، المغرب، وسوريا.. وما كتبه الله سيكون.
– وكُتبت المقالات الكثيرة والتحليلات لكل ما يدري واذا بالأديب الكاتب سهيل عيساوي يخرج كتابا وأظنه قد سبق الجميع بإخراج كتاب اسماه (تصبحون على ثورة).
الكتاب:
– تم التغيير بتونس الخضراء ومصر الكنانة وزال الحكم الجبري/ الدكتاتوري بمفاهيم العصر الحالي. انها ظاهرة لافتة في نهضة الامة تستحق التأمل والتوثيق والتدوين وما كان من أديبنا الأستاذ سهيل عيساوي الا واخذ السبق في نشر كتابه هذه عن الثورات التي اكتملت والتي ما زالت مستمرة.
– أهدى كتابه الى (جيل يحلم بغد افضل والى شهداء الربيع العربي).
– ثبت قبل التقديم نتفات شعرية ومقطوعات نثرية تتماهى مع الموضوع.
– قدم للكتاب كمقدمة أولى الشاعر صالح زيادنة ومما جاء فيها..
(هذه الثورات المباركة غيرت نظرة العالم وفتحت عينيه الى حقيقة لم يكن ليتوقعها من ثورات تطالب بحقها في الحرية والعيش بعزة وكرامة وازاحة كابوس الدكتاتوريات التي جثمت على قلب الامة العربية قرابة نصف قرن او يزيد)
– أما مؤلف الكتاب فيقول في مقدمته:
– (بريق الامل يضيء عالمنا العربي والشمس تلوح لنا بوشاحها وعلى ثغرها ابتسامة الرضى لكننا نخشى على الثورات من السرقة والالتفاف عليها من قبل العسكر والانتهازيين وتدويلها والاستئثار بثروات الامة فعلى الشعوب ان تكون يقظة حتى تعود السلطة للشعب).
– يبدأ بحثه الشيق هذا بمعلومات دقيقة وبأسلوب علمي موثق لكل قطر عربي حدثت فيه تغييرات او لم تحدث…
– بدأ بتونس فحدثنا عن مساحتها وموقعها، عدد سكانهاـ دين شعبها، اسماء المدن الشهيرة، الاحزاب، الرؤساء منذ الاستقلال.
– حدثنا عن ثورتها التي انتصرت وعن ادق التفاصيل فيما حدث فيها، عن تسبب تفجرها، عن الشعارات التي رفعت وعن كل شيء.
– ثم انتقل الى الجزائر.. فليبيا والتي اختلفت صورتها وفعالياتها عما حدث في تونس ومصر فقد قام حلف الاطلسي (الناتو) بسحق ليبيا سحقا وقتل من (الثوار) أكثر مما قبل من الجيش الليبي، اقول هذا ليس اعتمادا على مادة الكتاب بل رأيي الخاص ومما فهمته مما كان- فالمؤلف يقف مع الثورة الليبية لكنه تحفظ من قتل الاسرى والتمثيل بجثتهم وهي امور لا تتفق مع مفاهيم الاسلام في الجهاد والاسر.
– وينتقل الى اليمن ويعرج على سورية والدول العربية الاخرى والى الحكم الملكي والأميري كذلك ويختتم بالقول:
( من خلال كتابنا تسللنا عبر نوافذ الدول العربية لنطل على جراحها وآلامها وعلى مستقبلها المنظور، ربيع الشعوب العربية فرصة ذهبية لتنفض الشعوب العربية عن اهداب الفقر والجهل والعتمة وعبودية الحاكم المسكون بالسلطة والمزاجية والذي يعتبر نفسه الوطن والوطن اره وامته يبيعه ويؤجره لمن يشاء والجيش وأفراد الأمن مخالبه القاتلة وثروات البلاد ميراث اجداده وعلاقاته الدولية والعربية والاسلامية والاقليمية وفق مزاجه).
– مقاربة
(تصبحون على ثورة) كتاب الأديب سهيل عيساوي مجهود محمود قدمه لنا عما يجري في الوطن العربي الكبير بأسلوب علمي وبحث دقيق وكان علميا محايدا في جل المواد وأدلى برأيه الخاص في بعضها فإن اتفقنا معه فيها أو لم تفق يظل نتاجه رائعا يستحق الاطلاع والاحتفاء والله الموفق.